منظمة "تاماينوت" تعبر عن قلقها من غياب الإرادة السياسية لإنصاف الأمازيغية

صورة المقال 1

عبر المجلس الفدرالي الثالث لمنظمة “تاماينوت” عن قلقه العميق إزاء ما وصفه بـ "غياب الإرادة السياسية لإنصاف الأمازيغية من طرف صانعي السياسات العمومية بالمغرب". وأشار المجلس إلى أن هذا الغياب يتجلى في "تملّص الدولة من التزاماتها ومسؤولياتها تجاه الأمازيغية"، مؤكداً أن مقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية لا تزال مجرد وعود وخطابات لا تجد طريقها إلى الواقع.


أكد المجلس في مخرجات اجتماعه أن القانون التنظيمي رقم 26.16 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية لم يجد طريقه إلى التطبيق الفعلي، خاصة في مجالات حيوية كالتعليم والإعلام والعدل، بالإضافة إلى سائر مجالات الحياة العامة. وطالبت المنظمة الجهات المسؤولة بـ "تدارك الأمر والتسريع في إنصاف الأمازيغية وإدماجها الفعلي في جميع دواليب الدولة ومختلف مجالات الحياة العامة، باعتبار ذلك استحقاقا وطنيا وحقوقيا لا يحتمل مزيدا من التأجيل". ونددت منظمة “تماينوت” بالواقع "السوداوي" الذي تعيشه اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية المغربية، وبالتمييز الذي يلحق أساتذتها في ظل غياب إطار قانوني يحميهم ويضمن نجاح هذا المشروع الهام. كما استنكرت المنظمة استمرار "مقاومة العدالة اللغوية" داخل بعض مؤسسات التعليم. على صعيد الإعلام، استنكرت المنظمة الوضع الذي آلت إليه الأمازيغية، سواء من حيث الاختلالات التدبيرية التي تعاني منها القناة الثامنة، أو من خلال الإقصاء الذي يتعرض له الفن الأمازيغي والمبدعون. ودعت المنظمة إلى إدماج الأمازيغية في جميع قنوات وإذاعات القطب الإعلامي العمومي، وزيادة الميزانية المخصصة لها، وإنصاف العاملين بهذا القطاع. كما تأسف المكون الحقوقي للوضع التنظيمي للكونغرس العالمي الأمازيغي، وما يعانيه من تشتت وضعف في التنسيق. وحثّت المنظمة جميع الفعاليات والتنظيمات الأمازيغية المكونة للكونغرس على "رصّ الصفوف وتوحيد الجهود، وتغليب المصلحة العليا للأمازيغية وللشعب الأمازيغي". وفي بيان مطول، نادت المنظمة الدولة بـ "التعاطي الجدي والمسؤول مع مطالب الشعب المغربي، ووضع خطة عمل دقيقة وجدولة زمنية واضحة لتنفيذها، في إطار تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة". وحذرت المنظمة من "الانزلاقات التي قد تسيء إلى مشروعية المطالب عبر العنف أو الخطابات العنصرية المعادية للهوية الوطنية الحقيقية". وجددت المنظمة تأكيدها أن حل العديد من الإشكالات السياسية والتنموية والثقافية والحقوقية في المغرب "رهين ببناء نظام فدرالي يؤسس لمغرب ديمقراطي موحد، قائم على العدالة والمساواة وتقاسم السلطة والثروة بين مختلف جهات الوطن".

في الختام، تدعو منظمة “تاماينوت” إلى تحرك جاد ومسؤول من قبل الدولة المغربية لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، مع التأكيد على أن حل العديد من القضايا الوطنية يعتمد على بناء نظام فدرالي ديمقراطي عادل.