قطع الاتصالات والإنترنت في أفغانستان لليوم الثاني على التوالي

صورة المقال 1

تعيش أفغانستان حالة من العزلة الرقمية لليوم الثاني على التوالي، حيث قطعت سلطات طالبان شبكة الألياف البصرية، مما أدى إلى انقطاع شامل لخدمات الاتصالات والإنترنت في جميع أنحاء البلاد. وتأتي هذه الخطوة بعد أسابيع من القيود المتقطعة على الخدمة في بعض الولايات، بهدف مزعوم لمكافحة "الرذيلة".


تشهد أفغانستان، اليوم الثلاثاء، يوما ثانيا من دون خدمة اتصالات أو إنترنت، بعدما قطعت سلطات طالبان شبكة الألياف البصرية. وكانت سلطات "طالبان" قد بدأت في وقت سابق من شتنبر الجاري بقطع الاتصالات والإنترنت عن بعض الولايات، في خطوة قالت إنها تهدف إلى منع "الرذيلة". ليلة الاثنين-الثلاثاء، ضعفت إشارة الهاتف المحمول وخدمة الإنترنت تدريجيا، حتى بات "معدل الاتصال الوطني الإجمالي أقل من 1% من المستويات الطبيعية، ما يجعل الأمر انقطاعا شاملا"، وفق ما أفادت منظمة "نتبلوكس" لرصد الإنترنت والأمن السيبراني. وتُعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها قطع الاتصالات في أفغانستان منذ عودة "طالبان" إلى الحكم، عام 2021 وفرضها قوانين تستند إلى رؤية متشددة للشريعة الإسلامية. وقال نجيب الله، البالغ 42 عاما، وهو صاحب متجر في كابول: "نحن عميان من دون هواتف وإنترنت". وأضاف: "أعمالنا تعتمد على الهواتف. يتم توصيل الطلبات عبرها. الأمر أشبه بعطلة، الجميع في منازلهم. والسوق متجمد تماما". قبل دقائق من الانقطاع، أفاد مصدر حكومي وكالة فرانس برس بأن الخدمة ستظل معلّقة "حتى إشعار آخر". وأضاف طالبا عدم كشف هويته: "سيتم قطع الخدمة تدريجيا هذه الليلة، هناك ما بين ثمانية إلى تسعة آلاف عمود اتصالات سيتم تعطيلها". وأكد المصدر: "ليست هناك أي وسيلة أو نظام آخر للاتصال .. سيتأثر القطاع المصرفي والجمارك وكل شيء في أنحاء البلاد". وقالت "نتبلوكس" إن "قطعا شاملا لخدمة الاتصالات بدأ على مستوى البلاد"، مشيرة إلى أن الواقعة "تتوافق مع فصل متعمّد للخدمة". وقال أفغاني أربعيني يعيش في سلطنة عمان، عبر رسالة نصية للوكالة، طالبا عدم كشف هويته: "بسبب قطع خدمات الاتصالات والإنترنت، انقطعت تماما عن عائلتي في كابول". وأضاف: "لا أعرف ماذا يحدث، أنا قلق حقا". غالبا ما تمر خدمات الهاتف عبر الإنترنت باستخدام الخطوط نفسها من الألياف البصرية، خصوصا في البلدان التي تفتقر إلى بنية تحتية قوية للاتصالات. وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت خدمة الإنترنت بطيئة جدا أو متقطعة في أفغانستان. وفي 16 شتنبر الجاري، أعلن الناطق باسم ولاية بلخ الأفغانية، عطا الله زيد، حظر الإنترنت عبر الألياف الضوئية بالكامل و"فصل الشبكة"، تنفيذا لأمر من القائد الأعلى لحركة "طالبان"، هبة الله أخوندزاده. وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: "اتخذ هذا الإجراء لمكافحة الرذيلة، وسيتم توفير خيارات بديلة في كل أنحاء البلاد لتلبية حاجات الاتصال". وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس، آنذاك، بفرض القيود نفسها في ولايات بدخشان وتخار شمالا، وكذلك في قندهار وهلمند وننغرهار وأوروزغان جنوبا. وفي العام 2024 أعلنت كابول أن الألياف الضوئية، التي نشرتها السلطات السابقة مطلع الألفية الثالثة ويصل طولها إلى 9350 كيلومترا، تمثل "أولوية .. لتقريب البلاد من بقية العالم والتخلص من الفقر".

يُشكل قطع خدمات الاتصالات والإنترنت في أفغانستان ضربة قوية للحياة اليومية والاقتصاد، ويزيد من عزلة البلاد على الساحة الدولية. وتثير هذه الخطوة مخاوف بشأن مستقبل الاتصال والوصول إلى المعلومات في أفغانستان، لا سيما في ظل غياب بدائل فعالة.