في ظل تزايد المخاوف الأمنية، أطلق المنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان بإقليم وزان، ممثلاً بمنسقه الإقليمي محسن الحجراوي، تحذيرات شديدة حول تردي الوضع الأمني وارتفاع معدلات الجريمة في جماعات دائرة الوحدة. وقد سلط المنتدى الضوء على سلسلة من الحوادث الخطيرة التي هزت المنطقة مؤخراً، مما يثير قلقاً بالغاً لدى السكان والمؤسسات المعنية.
كشف بلاغ صادر عن المنتدى الحقوقي، وتلقت جريدة هسبريس نسخة منه، عن وقوع عدة جرائم في الآونة الأخيرة بمناطق دائرة الوحدة. شملت هذه الجرائم عمليات سرقة متنوعة، واعتداءات بالسلاح الأبيض، كان آخرها استهداف متسوقين وسلب أموالهم. كما تعرض تلاميذ لاعتداءات مماثلة تم فيها سلب هواتفهم وأموالهم تحت التهديد، بالإضافة إلى حوادث اعتداء على عمال التوصيل وسلب ممتلكاتهم. ولم تتوقف سلسلة الجرائم عند هذا الحد، فقد تم اعتراض سبيل مواطنين أثناء توجههم إلى المساجد لأداء صلاة الفجر، مما يعكس تفاقم الوضع الأمني بشكل مقلق. من بين الظواهر التي تساهم في تفاقم الأزمة الأمنية، أشار المنتدى إلى انتشار الدراجات النارية المعدلة، والتي تتسبب في فوضى وضجيج مستمر وتشكل خطراً على السلامة العامة، خاصة بالقرب من المؤسسات التعليمية. وقد سجلت هذه الظاهرة حادثة مأساوية راح ضحيتها تلميذ بجانب إحدى المدارس السنة الماضية. كما تطرق البلاغ إلى واقعة اعتداء استهدفت حارس أمن بالثانوية التأهيلية الخوارزمي بمركز أزغيرة. حاول أحد الأشخاص اقتحام المؤسسة، وعند محاولة الحارس منعه، أشهر المعتدي سكيناً في وجهه، قبل أن يتمكن الحارس من انتزاع السلاح ويفر المعتدي. هذه الحادثة تؤكد خطورة الوضع وعدم احترام الأمن المؤسساتي. أكد المنتدى الحقوقي أن دائرة الوحدة أصبحت "نقطة سوداء" و"مرتعاً خصباً للسلوكيات الإجرامية"، وملاذاً آمناً للمجرمين، في ظل ما وصفه بغياب تدخلات حازمة من الجهات المختصة. وتتزايد معدلات الجريمة وعدد الضحايا بشكل يومي. وفي تصريح لهسبريس، أكد محسن الحجراوي انخراطه التام في محاربة الجريمة وحماية كرامة المواطنين، محملاً المسؤولية للأجهزة الأمنية المحلية. وطالب الجهات الوصية باتخاذ إجراءات فعالة لمكافحة الجريمة التي تهدد أمن المواطنين. كما ناشد القائد الجهوي للدرك الملكي بتطوان بتحسين خدمات مراكز الدرك بالمجاعرة وعين دريج عبر تعزيزها بالموارد البشرية واللوجستية، وحماية المؤسسات التعليمية وتلاميذها وطاقمها. وشدد الحجراوي على ضرورة القيام بحملات تمشيطية ودوريات منتظمة، مع التأكيد على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع الجهات المعنية لاستعادة الأمن والاستقرار، وضمان حق المواطنين في العيش بسلام في جماعات إقليم وزان.
ختاماً، يطالب المنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان باتخاذ خطوات جادة وفورية لمعالجة الوضع الأمني المتدهور في دائرة الوحدة بإقليم وزان. ويتجسد ذلك في ضرورة تعزيز الوجود الأمني، وتشديد الرقابة، وتكثيف الحملات التمشيطية، مع التأكيد على أهمية التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية والمجتمع المدني لتحقيق الأمن والاستقرار المنشودين للمواطنين.