شهدت مدينة أكادير يوم الجمعة تتويج نخبة من أمهر الصناع المغاربة في حفل مهيب، وذلك في النسخة التاسعة للجائزة الوطنية لأمهر الصناع، المنظمة تحت الرعاية الملكية السامية وتحت شعار "الصناعة التقليدية المغربية: إرث وإبداع متجدد". أشرف على هذا الحدث الهام كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي التضامني، لحسن السعدي، ووزير الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد لحسن السعدي على أهمية هذه الجائزة، مشيراً إلى أنها تمثل "إحدى المحطات البارزة للاحتفاء والاعتراف بالكفاءات والمهارات الحرفية الوطنية". وأضاف أن الاحتفاء بالصانعات والصناع المتميزين هو تكريم لإبداعهم وعطائهم، وجهودهم في الحفاظ على أصالة الصناعة التقليدية المغربية وتطويرها، بما يعكس غناها الفني وقيمتها الاقتصادية والثقافية، ودورها كرافد أساسي لصون الهوية الوطنية وتعزيز مسار التنمية المستدامة. من جانبه، أبرز كريم زيدان أن قطاع الصناعة التقليدية يعد "رافعة أساسية للتنمية الشاملة والمستدامة"، وذلك لما يوفره من فرص للإدماج الاقتصادي والاجتماعي وخلق فرص الشغل، خاصة لفئة الشباب، فضلاً عن دوره في الحفاظ على الهوية الثقافية الوطنية وتعزيز التراث المغربي. وقدم زيدان أرقاماً تؤكد مكانة القطاع المتميزة، حيث يضم حوالي 2.6 مليون صانعة وصانع، أي ما يعادل 22% من الساكنة النشطة، ويساهم بنسبة 7% في الناتج الداخلي الخام. وبلغ رقم معاملات هذه الفئة أكثر من 160 مليار درهم، بينما تجاوزت قيمة صادراته 1.11 مليار درهم عام 2024. وأكد المسؤولان على أن تثمين وتنمية وتأهيل قطاع الصناعة التقليدية يظل رهيناً بتضافر جهود كافة الفاعلين، مشيرين إلى التزام الوزارة بدعم الصانع التقليدي من خلال اتفاقيات إطار تهدف إلى تطوير منظومة الحلي والمجوهرات، ضمن رؤية استراتيجية شاملة لتعزيز مكانة القطاع الاقتصادية وتشجيع الابتكار وتطوير قنوات التسويق. تم خلال الحفل تسليم الجوائز لفروع الديكور والأثاث والمجوهرات والألبسة والإكسسوارات. كما تم تكريم "لمْعلّم" محمد الأكحل، صانع تقليدي في حرفة الدرازة التقليدية، تقديراً لخبرته ومساهماته القيمة في الحفاظ على الصناعة التقليدية والنهوض بها. وتشمل "الجائزة الوطنية لأمهر الصناع" أصناف التفوق، التميز، التشجيع، والتكريم. وقد شارك في هذه الدورة 598 صانعة وصانعاً، وتأهل للنهائيات 207 مشاركين، منهم 92 صانعة تقليدية. وتم تتويج 12 صانعة وصانعاً في الفروع الأربعة.
يؤكد تتويج أمهر الصناع في هذه النسخة على الحيوية والإبداع الذي يميز الصناعة التقليدية المغربية، ودورها الحيوي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمملكة. إن الرعاية الملكية والجهود المبذولة من قبل الحكومة والفاعلين المعنيين تعزز من مكانة هذا القطاع الأصيل وتؤكد على أهميته كرافد أساسي للهوية الوطنية ومساهم رئيسي في الاقتصاد الوطني.