في إطار اجتماعات الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عقد نائب وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لانداو، لقاء ثنائيا مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بنيويورك. تأتي هذه المباحثات في سياق جهود أمريكية لتعزيز التعاون مع قادة الدول الإقليمية في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية.
أبرز لانداو خلال اللقاء أهمية تعزيز الأمن الإقليمي وترسيخ السلام الدائم في المنطقة. ومع ذلك، لم تتضمن تصريحاته أي إشارة مباشرة إلى ملف نزاع الصحراء المغربية. واكتفى المسؤول الأمريكي بالتأكيد على أن "العلاقات الاقتصادية المتنامية بين الولايات المتحدة والجزائر تفتح آفاقا جديدة لخلق فرص استثمارية تعود بالنفع على الشعبين". يعكس هذا الموقف الأمريكي تبايناً واضحاً مع الموقف الجزائري تجاه النزاع الإقليمي حول الصحراء. فبينما تواصل الجزائر دعم جبهة البوليساريو الانفصالية، تصر الولايات المتحدة على أن مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية تمثل الحل الوحيد العادل والدائم لإنهاء النزاع، بما يضمن الاستقرار والازدهار للمنطقة. ويرى مراقبون أن تزامن اللقاءات الأمريكية مع المغرب والجزائر يعكس حرص واشنطن على استثمار اللحظات المفصلية للأمم المتحدة لتعزيز دورها في المنطقة، دون الانحياز المباشر للصراع القائم بين البلدين، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف المعنية.
يُشير اللقاء إلى استمرار الاهتمام الأمريكي بتعزيز العلاقات الاقتصادية والأمنية مع الجزائر، مع الحفاظ على موقف ثابت تجاه حل نزاع الصحراء المغربية يرتكز على مبادرة الحكم الذاتي. كما يعكس هذا النهج رغبة واشنطن في لعب دور متوازن في المنطقة.