المحمدية: استمرار فوضى حراس السيارات رغم تأكيد المجانية

صورة المقال 1

تؤكد جماعة المحمدية منذ بداية الصيف على مجانية مواقف السيارات، إلا أن شوارعها الرئيسية والساحات العمومية لا تزال تشهد حضوراً متواصلاً لحراس السيارات، مما يثير استياء الساكنة ويشكك في فعالية القرارات الجماعية ومدى تطبيقها على أرض الواقع.


أعلن المجلس الجماعي للمحمدية قبل فصل الصيف عن مجانية مواقف السيارات في مختلف الشوارع والأزقة والساحات، بهدف وضع حد لنشاط حراس السيارات. وتم إعداد لافتات تحمل عبارة: “تُنهي جماعة المحمدية إلى كافة ساكنة المدينة وزوارها أن جميع مواقف السيارات بالمدينة مجانية”. إلا أنه مع مرور الأيام، لوحظت إزالة تلك اللافتات من قبل مجهولين، مما أتاح استئناف عمل الحراس العشوائيين. وفي جولة بالمدينة، لوحظ استمرار تواجد حراس السيارات بعدد من الفضاءات الحيوية، من بينها حديقة “البّارك” المقابلة لمقر العمالة، وموقف السيارات المحاذي لسوق السمك، إضافة إلى الأزقة المجاورة لـ”جوطية العالية”، فضلا عن نقاط أخرى تعرف حركية مرورية مكثفة. كما لوحظ أن عدداً من الحراس العشوائيين يمارسون مهامهم دون ارتداء السترة الصفراء، في محاولة لعدم لفت الانتباه، مع حرصهم على تجنب أي صدام مع المواطنين الرافضين لدفع ما يعتبرونه “إتاوات غير قانونية”. **استغلال خارج القانون:** يرى حسن حُمير، متتبع للشأن المحلي بالمحمدية، أن هذه المشكلة تعود إلى أكثر من سنتين، حيث لم تتم صفقة كراء المواقف بسبب عدم وصول عروض الشركات أو المقاولات إلى السعر المطلوب. وأضاف حُمير أن أغلب المواقف في الشوارع التي يحتلها حراس للسيارات غير معروفين وغير معترف بهم، ويحصلون منها على مداخيل غير قانونية من المواطنين، بينما من المفترض أن تكون هذه المداخيل جزءاً من موارد الجماعة لتمويل مشاريعها ومؤسساتها. ويتداول بين المتتبعين أن الشركة التي فازت بالصفقة سابقاً ما زالت تستغل هذه المواقف بشكل غير قانوني. وأوضح حُمير أن هناك وسائل أخرى يمكن للجماعة اللجوء إليها لإضفاء طابع تنظيمي وقانوني على هذه العملية، مثل تحديد المواقف الخاضعة للكراء أو الواجبات المالية. **حماية حقوق المواطن:** يشير ربيع دكروم، المعروف بـ”ربيع لابيطا”، إلى أن المستغلين للشوارع ما زالوا يفرضون أنفسهم منذ سنوات دون أي رقابة فعلية، وأن المواطن هو الضحية المباشرة لهذه الفوضى. وأضاف أن الجماعة حاولت تنظيم الوضع بالإعلان عن مجانية المواقف، لكن الواقع يبقى مختلفاً، إذ يواصل بعض الأشخاص استغلال المواطنين. وشدد لابيطا على ضرورة تدخل السلطة المحلية لتطبيق حملات فعالة ضد هذه الممارسات، واقترح إنشاء فضاءات محروسة بالكاميرات لضمان مراقبة مواقف السيارات. **تراجع الظاهرة حسب بعض المتتبعين:** من جانبه، أكد مراد هواري، متتبع للشأن المحلي، أن وضعية الشوارع تبدو خالية من مظاهر الاحتلال من طرف حراس السيارات في الوقت الراهن، وأن السبب في تراجع الظاهرة يعود إلى الحملات الميدانية التي تباشرها عناصر الأمن الوطني. **توضيحات رسمية:** أكد حسن بكوري، نائب رئيس المجلس الجماعي بالمحمدية، أن صفقة كراء مواقف السيارات لم تنتهِ بعد وفق المسطرة القانونية، وأن قرار المجانية لا يزال ساري المفعول. وأوضح أن هناك تعديلات سيتم تدارسها في دورة المجلس المقبلة، وبالتالي ستبقى المواقف مجانية إلى حين استكمال الإجراءات. وبخصوص الحراس العشوائيين، أفاد بكوري بأن الشرطة الإدارية أجرت معاينات وحررت محاضر، وراسلت السلطات المعنية لمباشرة المسطرة القانونية. كما أن السلطة المحلية والمصالح الأمنية قامت بحملات واسعة خلال الأشهر الماضية.

رغم تأكيدات جماعة المحمدية على مجانية مواقف السيارات، لا تزال الظاهرة مستمرة، مما يطرح تساؤلات حول آليات تطبيق القرارات الجماعية وضرورة تدخل السلطات لضمان حقوق المواطنين وتنظيم استغلال الفضاء العمومي.