تحليل لأيديولوجية حزب الحرية الهولندي: منظور خيرت فيلدرز ومن يقف وراءه

صورة المقال 1

صدر عن دار روزنبرغ للنشر بأمستردام كتاب جديد بعنوان "أيديولوجية حزب الحرية الهولندي – شرح خيرت فيلدرز"، للمؤلف يان ياب دي رويتر. يقدم الكتاب تحليلاً معمقاً للمعتقدات والمبادئ الأساسية التي تحكم أحد أكثر الأحزاب السياسية الهولندية نفوذاً اليوم، مع التركيز على آراء زعيم الحزب خيرت فيلدرز ونائبه مارتن بوسما حول قضايا جوهرية.


يتناول الكتاب بالتفصيل اقتباسات من خيرت فيلدرز، حيث وصف الإسلام بأنه "إحدى تلك الإمبراطوريات الشريرة"، وأن "المسلمين" لو تحرروا منه "لتمكنوا من تحقيق إنجازات مذهلة". ويشدد فيلدرز على أن "الإسلام ليس مجرد دين، بل هو في المقام الأول أيديولوجية سياسية متخفية في صورة دين". أما مارتن بوسما، فقد أشار إلى أن "الإسلام لا يستطيع" التكيف، وأن "قلّما يُسعد الهولنديين أكثر من الخلفية المسيحية لبلادهم". ومن النتائج الرئيسية للتحليل، يشير يان ياب دي رويتر إلى "التاريخ الانتقائي" الذي يتبعه فيلدرز وبوسما، حيث يفسران الأحداث والنصوص الدينية "تفسيراً انتقائياً، مقدمين وجهات نظر متحيزة". كما يعزز الحزب "انقساماً حاداً بين الغرب والإسلام، مما قد يؤدي إلى الإقصاء". وتكشف الدراسة عن "تناقضات في موقف حزب الحرية الهولندي من حرية التعبير والنسبية الثقافية". يُعد الكتاب مرجعاً مهماً لفهم توجهات فيلدرز وبوسما، وصعود حزب الحرية، والاتجاهات الأوسع للشعبوية والقومية في هولندا. ويحذر الكتاب من أن تطبيق البرنامج السياسي لحزب الحرية "يُهدد الديمقراطية والمجتمع".

إن فهم الأيديولوجيات السياسية المتنامية، وخاصة تلك التي تتناول قضايا الهوية والصراع بين الثقافات، أمر حيوي في السياق السياسي المعاصر. يقدم هذا الكتاب رؤية نقدية عميقة لأيديولوجية حزب الحرية الهولندي، مسلطاً الضوء على التحديات التي قد تواجه المجتمعات الديمقراطية جراء انتشار خطابات التقسيم والإقصاء.