شالة الكبيرة: عرض "نوستالجيا" يضيء التاريخ بتقنية الطائرات المسيرة

صورة المقال 1

يحتضن موقع شالة الأثري بالرباط، المصنف ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، دورة جديدة من العرض الفني "نوستالجيا"، تحت عنوان "شالة الكبيرة". يحول هذا الموعد الثقافي والفني الفضاء التاريخي إلى منصة فنية معلقة في السماء، تضيئها مئات الطائرات المسيرة بلوحات ضوئية بصرية متحركة تستحضر الذاكرة الجماعية وصياغتها في قالب معاصر يمزج بين عبق التاريخ وسحر التكنولوجيا الحديثة.


ينظم العرض من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبالشراكة مع الاستوديوهات المغربية العالمية بورزازات. تهدف هذه المبادرة إلى إعادة الاعتبار للمواقع التاريخية وتحويلها إلى فضاءات حية تنبض بالثقافة والإبداع، مما يجعل شالة ليس مجرد موقع أثري بل فضاء مفتوح للتفاعل الفني والسياحي. يستمر العرض حتى نهاية الأسبوع الجاري، ويقدم ثلاث حصص يومية ابتداءً من التاسعة ليلا، مما يتيح للجمهور فرصة الانغماس في تجربة فريدة تستحضر لحظات مفصلية من التاريخ المغربي، من الفينيقيين والرومان مروراً بالحضارة الإسلامية وصولاً إلى العصر العلوي. وفقاً للمخرج المسرحي أمين ناسور، فإن "نوستالجيا" يتجاوز كونه مجرد عرض فرجة، فهو يهدف إلى إعادة إحياء ذاكرة شالة من خلال لوحات مسرحية ضوئية غنية تسرد قصص الحضارات التي مرت على هذا المعلم التاريخي، ويعرف الزوار بتاريخ المملكة. كما يشكل ورشة عمل كبيرة تربط بين الإبداع والثقافة والصناعة، ويوفر فرص عمل لمئات المهنيين، ويندرج ضمن مقاربة متكاملة للتنشيط السياحي والثقافي.

يمثل عرض "شالة الكبيرة" نموذجاً مبتكراً لدمج التكنولوجيا الحديثة مع التراث التاريخي، مما يخلق تجربة ثقافية فريدة تعزز الوعي بالتاريخ المغربي وتساهم في تنشيط السياحة الثقافية، ويعكس صورة المغرب كجسر يربط بين الماضي والحاضر.