بعث المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالخميسات، فؤاد خرمار، برسالة إلى مدير المستشفى الإقليمي بالنيابة، عبد المنعيم لغليظ، يعبر فيها عن أسفه العميق "لتقصير" الأطباء العاملين بالمستشفى في أداء واجباتهم، ومطالباً باتخاذ الإجراءات اللازمة بشكل عاجل.
تضمنت الرسالة الموجهة إلى مدير المستشفى الإقليمي بالخميسات بالنيابة، تفاصيل دقيقة حول مظاهر التقصير، أبرزها "عدم القيام بالفحوصات بقسم المستعجلات"، و"عدم استشفاء وتتبع المرضى"، بل تطرق الأمر إلى "عدم الحضور اليومي للعمل" و"تأخير المواعيد". وبناءً على هذه الملاحظات، طالب المندوب الإقليمي باتخاذ "الإجراءات اللازمة في أقرب الآجال"، كما دعا إلى تقديم "تقرير مفصل ولائحة اسمية تتضمن المواعيد الخاصة بكل تخصص على حدة". وتأتي هذه الخطوة في أعقاب مراسلة أرسلها وزير الصحة والحماية الاجتماعية، تضمنت توجيهات "صارمة" إلى مسؤولي المصالح اللامركزة بالوزارة، بهدف "تعزيز الالتزام بمواقيت العمل النظامية، واحترام الأخلاقيات المهنية". في هذا السياق، دعا الوزير أمين التهراوي، في منشور له، جميع الموظفين، سواء في الإدارات أو المؤسسات الصحية، إلى "الالتزام بالحضور الفعلي والمستمر خلال مواقيت العمل القانونية"، و"عدم مغادرة مقر العمل قبل إتمام الساعات القانونية إلا بترخيص مسبق". كما أكد على ضرورة "احترام أنظمة الحراسة والمداومة، وأداء المهام الموكولة إليهم وفقا للتخصص والأخلاقيات المهنية". ولم يغفل المنشور دور المسؤولين الإداريين، حيث دعاهم الوزير إلى "تفعيل آليات المراقبة اليومية للحضور، خاصة في المصالح الاستعجالية والحساسة"، و"إشعار مصالح الموارد البشرية بالتغيُبات غير المشروعة، تحت المسؤولية الشخصية والمباشرة". وشملت التوجيهات أيضاً "تطبيق مسطرة الاقتطاع من الأجور وفقا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل". ويأتي هذا الإجراء الوزاري في ظل تصاعد الغضب الشعبي في عدة مدن مغربية نتيجة "تردي" خدمات المستشفيات العمومية، ما دفع الوزير إلى القيام بزيارات ميدانية لعدد من المستشفيات المغربية، وإعفاء مسؤولين صحيين.
تؤكد الشكوى المقدمة من المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالخميسات، ومدعومة بتوجيهات وزارية واضحة، على أهمية تفعيل آليات المراقبة وضمان الالتزام بمواقيت العمل والأخلاقيات المهنية في القطاع الصحي، وذلك استجابة للغضب الشعبي تجاه تردي الخدمات الصحية في المستشفيات العمومية.