نشرت إيطاليا وإسبانيا سفناً عسكرية لدعم أسطول الصمود الدولي الذي حاول إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، والذي تعرض لهجوم بطائرات مسيرة، مما يثير قلقاً بشأن تصعيد التوترات مع إسرائيل التي تعارض بشدة هذه المبادرة.
يضم "أسطول الصمود العالمي" حوالي 50 قارباً مدنياً، ويهدف إلى كسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة. يشارك في الأسطول عدد كبير من المحامين والناشطين، بما في ذلك الناشطة السويدية في مجال المناخ جريتا تونبري. وقال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو إن بلاده أرسلت سفينة واحدة وأن أخرى في طريقها لتقديم المساعدة للمواطنين الإيطاليين المشاركين في الأسطول. وأكد أن هذه الخطوة ليست عملاً حربياً أو استفزازاً، بل هي عمل إنساني وواجب تجاه المواطنين. جاء إرسال السفن بعد ساعات من إعلان أسطول الصمود تعرضه لهجوم بطائرات مسيرة ألقت قنابل صوتية ومسحوقاً مسبباً للحكة على السفن في المياه الدولية. لم يُصب أحد بأذى، لكن السفن لحقت بها بعض الأضرار. إسبانيا بدورها أرسلت سفينة حربية عسكرية، لتنضم بذلك إلى إيطاليا في خطوة غير مسبوقة من حكومات أوروبية. أحبط الجيش الإسرائيلي محاولات سابقة لكسر الحصار البحري على غزة بالقوة، حيث يعود تاريخ أبرز هذه المحاولات إلى عام 2010 عندما قُتل 10 نشطاء أتراك على يد قوات خاصة إسرائيلية داهمت سفينة "مرمرة". من جانبها، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، وهي حليفة لإسرائيل، أنه لا يُتوقع من البحرية الإيطالية استخدام القوة العسكرية، وانتقدت مبادرة الأسطول. حمل أسطول الصمود إسرائيل مسؤولية الهجوم بطائرات مسيرة. من جهتها، دعت وزارة الخارجية الإسرائيلية الأسطول إلى إنزال المساعدات الإنسانية في أي ميناء قريب من إسرائيل، تاركةً الأمر للسلطات الإسرائيلية لنقلها إلى غزة، محذرةً من عواقب بخلاف ذلك. وتساءلت الوزارة عما إذا كانت المبادرة تتعلق بالمساعدات أم بالاستفزاز. اقترحت إيطاليا إيصال المساعدات إلى قبرص وتسليمها للكنيسة الكاثوليكية لتوزيعها في غزة، وهو اقتراح أيدته ميلوني. وبحسب نائب إيطالي مشارك في الأسطول، فإن قادة البعثة يناقشون هذا الخيار "مباشرة مع الفاتيكان". أفاد أسطول الصمود أن سفنه كانت تبحر ببطء في المياه الإقليمية اليونانية وتعرضت "لنشاط متوسط لطائرات مسيرة" خلال الليل، وتتجه نحو المياه الدولية. يأتي هذا التطور في ظل الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ قرابة عامين، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير واسع النطاق.
تُبرز هذه الأحداث خطورة الوضع في غزة والتوترات المتصاعدة، وتسلط الضوء على الجهود المبذولة لإيصال المساعدات الإنسانية، مقابل الإجراءات الإسرائيلية للسيطرة على المعابر والحصار البحري. يبقى مصير أسطول الصمود والمساعدات التي يحملها مرهوناً بالتطورات الدبلوماسية والميدانية.