أكد ذياب محمد اليماحي، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالرباط، أن تطور البيئة التشريعية في مجال التحكيم وفض المنازعات التجارية والاستثمارية بالدولة الخليجية يفتح "آفاقا واعدة" لتعزيز العلاقات الاستثمارية بين الإمارات والمملكة المغربية. جاء ذلك في كلمته الافتتاحية خلال ندوة افتراضية نظمتها سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالرباط، بعنوان "البيئة التشريعية بدولة الإمارات في مجال التحكيم وفض المنازعات التجارية والاستثمارية: نموذج رائد لتعزيز الثقة وجذب الاستثمار".
أوضح اليماحي أن تنظيم هذه الفعالية يندرج في إطار حرص دولة الإمارات على إبراز تطور بيئتها التشريعية والنظام القانوني لديها، وبالأخص في مجال فض المنازعات التجارية والاستثمارية. وأكد أن دولة الإمارات أولت اهتماماً كبيراً بتطوير منظومتها القانونية بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية، إيماناً منها بأن الاستقرار القانوني ركيزة أساسية لتحفيز الاستثمارات وتعزيز التجارة البينية، وهو ما جعلها مركزاً إقليمياً وعالمياً للأعمال والاستثمار. في هذا الصدد، أورد المتحدث ذاته أن هذا التطور يفتح آفاقاً واعدة لتعزيز العلاقات الاستثمارية بين دولة الإمارات والمملكة المغربية، خاصة أن البلدين يتشاركان الرؤية ذاتها في جعل الاستقرار القانوني وفعالية أنظمة فض المنازعات محوراً أساسياً لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التجارة البينية. ونوه بالشراكة الإستراتيجية المتنامية بين البلدين والفرص الكبيرة المتاحة للاستفادة من التجارب المتبادلة في تطوير الأطر التشريعية والقانونية. من جانبه، أبرز شملان الصوالحي، قاض أول بمحكمة الاستئناف ورئيس دائرة التحكيم بمحاكم مركز دبي المالي العالمي، أن الإمارات شرعت منذ نحو 15 سنة في مسار طموح لتحديث بيئتها التشريعية، حيث كانت إمارة دبي السباقة في اعتماد تجربة المحاكم التجارية الدولية على النظام الإنجليزي سنة 2007، قبل أن تحذو أبو ظبي حذوها. وأضاف الصوالحي، في مداخلته خلال الندوة ذاتها، أن الدولة أنشأت مراكز تحكيم رائدة وأدخلت عليها طابعاً دولياً، ما ساهم في تسريع الأداء وتنفيذ أحكام التحكيم بكفاءة. كما أشار إلى إدماج آليات الذكاء الاصطناعي في بعض مجالات القضاء والتحكيم، من بينها أرشفة وتصنيف الملفات القانونية وإعداد ملخصات دقيقة، وهو ما يعكس دينامية تحديث القضاء الإماراتي وتطوير آليات فض المنازعات التجارية الدولية. أما حسن صاخي، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة الرباط–سلا–القنيطرة ورئيس المركز الدولي للوساطة والتحكيم بالرباط، فأشاد بالتقدم الكبير الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة في تحديث تشريعاتها القانونية، خصوصاً في المجال التجاري والاستثماري. وأوضح صاخي، في مداخلته ضمن الندوة ذاتها، أن المملكة المغربية بدورها انخرطت منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي في مسار إصلاح تشريعي متطور، يقوم على تعزيز استقلالية التحكيم واعتماد مقاربة حديثة تجعل منه وسيلة أساسية وسريعة لحل النزاعات. مؤكداً أن عدداً من النصوص القانونية المغربية كرّست التحكيم كآلية مكملة للقضاء في تسوية الخلافات التجارية.
شكلت الندوة الافتراضية مناسبة لتبادل الرؤى والخبرات بين الجانبين الإماراتي والمغربي حول تطوير آليات التحكيم والوساطة، بما يسهم في دعم بيئة الأعمال وتعزيز الثقة في المنظومات القانونية والقضائية، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون والشراكة في مجال تسوية المنازعات التجارية الدولية.