أفاد ناشطون مؤيدون للفلسطينيين، كانوا على متن أسطول مساعدات يحاول الوصول إلى قطاع غزة، بتعرضهم لهجوم بعدة طائرات مسيرة ليل الثلاثاء-الأربعاء، مع سماع أصوات انفجارات قبالة سواحل اليونان. ويهدف الأسطول إلى إيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه.
أعلن المسؤولون عن الأسطول أن هجومًا جديدًا وقع ليل الثلاثاء-الأربعاء، أثناء إبحار سفنهم جنوب غرب جزيرة كريت اليونانية. وأفاد بيان صادر عن "أسطول الصمود العالمي" أن "عدة طائرات مسيّرة أسقطت أجسامًا مجهولة الهوية، وتم تشويش الاتصالات، وسُمع دوي انفجارات من عدد من القوارب". وأضاف البيان: "نحن نشهد هذه العمليات النفسية بشكل مباشر الآن، لكننا لن نسمح بأن يتم ترهيبنا". وأشارت الناشطة الألمانية في مجال حقوق الإنسان، ياسمين أكار، إلى أن خمسة من قوارب الأسطول تعرضت لهجوم، وتم رصد "15 إلى 16 مسيرة". وقد نشر الأسطول مقطع فيديو أظهر انفجارًا، قيل إنه تم تصويره من إحدى سفنه في الساعات الأولى من صباح الأربعاء. وفي مقطع فيديو نشرته على إنستغرام، أكدت أكار: "ليست لدينا أسلحة. نحن لا نشكل أي تهديد لأحد"، مشددة على أن الأسطول يحمل "مساعدات إنسانية فقط". ولم يشر الأسطول إلى وقوع ضحايا أو أضرار مادية. وكان الأسطول، الذي أبحر من برشلونة في وقت سابق من سبتمبر، قد أفاد بتعرضه لهجومين بطائرات مسيرة أثناء رسوه قبالة تونس. ويضم الأسطول 51 سفينة، ويؤكد مشاركة ناشطين مؤيدين للفلسطينيين من 45 دولة، من بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ. من جانبها، أكدت إسرائيل يوم الاثنين أنها لن تسمح للأسطول بالوصول إلى غزة، وعرضت على المنظمين التوجه إلى مدينة عسقلان الإسرائيلية بدلًا من ذلك. وكانت إسرائيل قد منعت محاولتين مماثلتين في يونيو ويوليو. وتجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة أعلنت المجاعة في أجزاء من قطاع غزة في أغسطس، الذي يعاني من دمار واسع وحصار إسرائيلي محكم منذ ما يقرب من عامين، ردًا على هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023. وفي الأسبوع الماضي، عطلت الولايات المتحدة مرة أخرى مشروع قرار في مجلس الأمن كان يطالب بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف إطلاق النار. وفي 16 سبتمبر، خلصت لجنة تحقيق دولية بتفويض من الأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في غزة. ووفقًا لأرقام وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة، فقد قُتل في قطاع غزة منذ بدء الحرب أكثر من 65 ألف شخص، معظمهم من المدنيين. أما هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، فقد أسفر عن مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية. ومن بين 251 شخصًا اختطفوا خلال الهجوم، لا يزال 47 منهم محتجزين في قطاع غزة، بمن فيهم 25 يعتبر الجيش الإسرائيلي أنهم لقوا حتفهم.
يظل أسطول المساعدات هدفًا لمواجهات مستمرة مع السلطات الإسرائيلية، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. وتتواصل الجهود الدولية لإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار، بينما تتزايد الاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب.