نساء دوار أدوز العليا في مسيرة احتجاجية للمطالبة بتحسين ظروف العيش

صورة المقال 1

في ظل ظروف قاسية وصعوبات جمة، سارت نساء دوار أدوز العليا، التابع لجماعة فم العنصر بإقليم بني ملال، في مسيرة احتجاجية نسائية سلمية، مدعومات بالأعلام الوطنية، متجهين نحو مقر ولاية بني ملال. جاءت هذه المسيرة للمطالبة بالاستماع إلى معاناة الساكنة التي طالت لأعوام، رغم محاولات السلطات المحلية ثنيهن عن المضي قدمًا.


رفعن النساء أصواتهن بشعارات تجمع بين الغضب والإرهاق، وتعبيرات التعب كانت واضحة على وجوههن بعد ساعات طويلة من المسير. وقد أكدت مصادر من المسيرة أن ستة محتجين، بمن فيهم قاصرون، قد تم توقيفهم، بينما واصل الآخرون المسيرة بعزم نحو مقر الولاية لإيصال مطالبهم. في ملف مطلبي رفعته الساكنة أمام الولاية، وتوصلت هسبريس بنسخة منه، أكدت الساكنة أنها تعيش منذ عقود في ظل تهميش واضح وغياب لشروط العيش الكريم. وطالبت باتخاذ إجراءات عملية وسريعة لإيجاد حلول لمطالبها الأساسية، أبرزها فك العزلة عن دوار أدوز العليا بسبب غياب بنية تحتية صالحة للتنقل، مما يزيد من معاناتهم في مواسم الأمطار والبرد، مؤكدين ضرورة برمجة مشروع فعلي ومستدام لإنهاء هذه المعاناة. كما دعوا إلى تهيئة الطريق الوحيدة التي تربط أدوز العليا بأدوز السفلى والمقبرة، والتي ما زالت وعرة وتشكل عائقًا كبيرًا أمام تنقل السكان، حتى في مناسبات الجنائز، مؤكدين أن تعبيد هذه الطريق أصبح مطلبًا عاجلاً لا يحتمل التأجيل. واستحضر المحتجون الحاجة الملحة لبناء وحدة مدرسية فرعية داخل الدوار، نظرًا للاكتظاظ في المدرسة المركزية وبعدها عن غالبية الأسر، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الهدر المدرسي بين أبنائهم، خاصة وأن عدد التلاميذ يتجاوز 200 تلميذ. وطالبوا بربط الدوار بشبكة الماء الصالح للشرب، مؤكدين ضرورة إدراجه في برنامج التزويد بالماء في أقرب الآجال، باعتبارها خدمة أساسية لم تتوفر بعد لمعظم البيوت. وطالبوا أيضًا بتعميم شبكة الكهرباء على جميع السكان، بعد أن ظل العديد منهم محرومين من هذه الخدمة الأساسية، ما يعمق العزلة ويعيق الحياة اليومية، مؤكدين أن الكهرباء ضرورة حيوية وليست رفاهية. وأشار المشاركون في المسيرة إلى أن هذه المطالب ليست جديدة، بل تم رفعها مرارًا في محطات سابقة، إلا أنها بقيت مجرد وعود مؤجلة تتقاذفها الاستحقاقات السياسية، دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ. قالت إحدى النساء المحتجات بصوت متقطع من شدة الصراخ أمام بوابة مقر الولاية: "نريد أن يخرج الوالي بنفسه ليستمع إلينا، ويزور دوارنا ليرى بأم عينه كيف نعيش في عزلة خانقة." وأكدت الساكنة تمسكها بحقوقها المشروعة، مبدية في الوقت نفسه انفتاحها على أي حوار جاد يفضي إلى تحسين أوضاع المنطقة، ومعتبرة أن المسيرة لم تكن سوى صرخة سلمية لإسماع صوت طالما ظل مهمشًا في ريف بني ملال.

تؤكد هذه المسيرة الاحتجاجية التي قادتها نساء دوار أدوز العليا على حجم المعاناة التي تعيشها الساكنة بسبب غياب أبسط الحقوق الأساسية، وتشدد على ضرورة تدخل السلطات المعنية بشكل جدي وعاجل لتلبية هذه المطالب المشروعة، وإخراج المنطقة من دائرة التهميش والعزلة.