الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من فوضى عالمية بسبب خفض المساعدات الإنسانية

صورة المقال 1

في كلمة افتتاحية للدورة الثمانين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، رسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش صورة قاتمة عن النظام العالمي، محذراً من أن خفض الدعم المالي للمساعدات الإنسانية يسبب فوضى عارمة ويهدد مستقبل الكثيرين.


قال غوتيريش إن “خفض مساعدات التنمية يسبب فوضى. هذا حكم بإعدام كثيرين، وسرقة لمستقبل عدد أكبر”. وأضاف في كلمته، التي ألقت قبيل خطاب الرئيس الأمريكي أمام الجمعية العامة، أننا “نعرف ما الذي نريده إلا أننا ننزع طوق النجاة نفسه الذي يجعل (الحصول على) ذلك ممكنا”. وأشار إلى تفاقم الأزمات في عدد متزايد من البلدان، محذراً من خطر انتشار الأسلحة النووية. وقال إن “العديد من الأزمات تتواصل دون رادع فيما يهيمن الإفلات من العقاب. الخروج عن القانون عدوى تقود إلى الفوضى وتسرّع الإرهاب ومخاطر (الأسلحة) النووية المتاحة للجميع”. وفي تطور لافت، أشار غوتيريش إلى وجود بارقة أمل، مستشهداً بوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند، والاتفاق بين أذربيجان وأرمينيا الذي لعبت الولايات المتحدة دور الوساطة فيه. إلا أنه حذّر في الوقت نفسه من أن “أسس السلام.. تتضعضع تحت ثقل الإفلات من العقاب وانعدام المساواة واللامبالاة”. وأكد أن “دولا ذات سيادة تتعرض إلى الغزو. الجوع يستخدم سلاحا. الحقيقة يتم إسكاتها. يتصاعد الدخان من المدن التي تتعرض للقصف. يزداد الغضب في مجتمعات مفككة وتبتلع البحار التي يرتفع منسوبها السواحل”. وأكد غوتيريش مجدداً قائلاً: “حول العالم، نرى بلدانا تتصرف وكأن القواعد لا تُطبّق عليها. نرى بشرا يُعاملون وكأنهم أقل من البشر”. وسلط الضوء على الأوضاع الإنسانية المأساوية في السودان، حيث “المدنيون يُقتلون ويجوّعون ويتم إسكاتهم”، وفي غزة حيث “الرعب يقترب من عام وحشي ثالث”.

يختتم الأمين العام للأمم المتحدة بتحذير شديد اللهجة حول المخاطر التي تهدد النظام العالمي، داعياً إلى معالجة جذور الأزمات المتفاقمة والتصدي لانتشار الفوضى والإفلات من العقاب، مؤكداً على ضرورة احترام سيادة الدول ومعاملة البشر بكرامة.