المغرب وأوكرانيا: شراكة اقتصادية واعدة ترتكز على الحبوب والقطاعات الاستراتيجية

صورة المقال 1

في لقاء افتراضي جمع رجال أعمال من المغرب وأوكرانيا، سلط جنادي تشيزيكوف، رئيس غرفة التجارة والصناعة الأوكرانية، الضوء على الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي تجمع البلدين، مؤكداً على الدور المحوري للمغرب كبوابة للقارة الأفريقية وفرص الاستثمار الواعدة في قطاعات متنوعة.


أكد جنادي تشيزيكوف أن المغرب يحتل مكانة ضمن أكبر خمسة اقتصادات أفريقية من حيث الناتج المحلي الإجمالي، كما أنه الدولة الأفريقية الوحيدة التي تمتلك اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي. هذا الوضع الفريد يخلق جسراً استراتيجياً بين القارتين الأوروبية والأفريقية، مما يمنح الشركات الأوكرانية التي تتعاون مع شركاء مغاربة فرصة للوصول إلى سوق القارة بأكملها. وأشار تشيزيكوف إلى أن أوكرانيا تعد مصدراً رئيسياً للحبوب إلى المغرب، حيث كان المغرب من بين أكبر عشرة مستوردين للقمح الأوكراني قبل اندلاع الحرب، مما يعكس الثقة العالية في جودة المنتجات الأوكرانية. وتتطلع أوكرانيا إلى توسيع نطاق التعاون ليشمل ليس فقط تصدير الحبوب، بل أيضاً إقامة مشاريع مشتركة في مجالات الري، والتكنولوجيا الزراعية، والتصنيع الغذائي. وأسفر اللقاء عن اتفاق بين الجانبين على تأسيس مجلس الأعمال المغربي-الأوكراني وتنظيم منتدى أعمال في العاصمة الرباط قبل نهاية العام الجاري. وتشير بيانات رسمية أوكرانية إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين شهد نمواً في الفترة بين 2023 و2024، إلا أن الإمكانيات المتاحة لم تُستغل سوى بنسبة 30% تقريباً. وتسعى الدولتان بنشاط إلى توسيع فرص التعاون إلى مجالات جديدة، مستفيدتين من استثمارات المغرب الكبيرة في البنية التحتية اللوجستية، وخاصة ميناء طنجة المتوسط الذي يعد من أكبر مراكز الحاويات عالمياً، مما يشكل فرصة مهمة للمصدرين الأوكرانيين. وتذكر الغرفة الأوكرانية أن الطلاب المغاربة يشكلون ثاني أكبر مجموعة من الطلاب الأجانب في أوكرانيا، حيث كان هناك أكثر من 10 آلاف طالب مغربي يدرسون في مؤسسات التعليم العالي الأوكرانية قبل عام 2022، مما أسس مجتمعاً مغربياً مؤثراً ومنفتحاً على أوكرانيا. ورغم التحديات، يسعى المنتجون الأوكرانيون حالياً لاستعادة حضورهم في سوق القمح المغربي التقليدي.

تؤكد التطورات الأخيرة والرؤى المطروحة على وجود إمكانيات هائلة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب وأوكرانيا. إن تأسيس مجلس الأعمال المشترك وتنظيم المنتدى القادم يمثلان خطوة أساسية نحو استغلال هذه الفرص، لا سيما في ظل الموقع الاستراتيجي للمغرب ودوره كمركز لوجستي وتجاري في أفريقيا، بالإضافة إلى الخبرات الأوكرانية في قطاع الحبوب والقطاعات الزراعية الأخرى.