أفاد مسؤولون إسرائيليون لموقع "أكسيوس" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قرر تأجيل أي خطوات تتعلق بضم أراضٍ في الضفة الغربية، مؤكدًا على ضرورة الحصول على موافقة صريحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل المضي قدمًا في مثل هذه الإجراءات.
صرح مسؤولون إسرائيليون لموقع "أكسيوس" بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يعتزم المضي في أي خطوات تتعلق بضم أراضٍ في الضفة الغربية قبل الحصول على موافقة واضحة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقال المسؤولون الإسرائيليون للموقع الأمريكي: "نتنياهو يريد ضوءًا أخضر من ترامب قبل المضي قدمًا في أي عمليات ضم". وأضاف الموقع أنه وفقًا لمسؤولين أمريكيين فإن نتنياهو صرح لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في لقائهما الثنائي، الأسبوع الماضي في القدس، بأنه ينظر في خيارات مختلفة للضم، وبأنه "يتعرض لضغوط من شركائه في الائتلاف لضم كامل ‘المنطقة ج’، وهذا يعني إعلان 60 في المائة من الضفة الغربية أراضي إسرائيلية". من جهة أخرى، قال المسؤولون الأمريكيون إن "إدارة ترامب لا تبدي في الوقت الراهن أي رغبة في عمليات الضم الإسرائيلية، خاصة لأن مثل هذه الخطوات قد تقوّض اتفاقات أبراهام". وأبلغ روبيو نتنياهو بأن "الولايات المتحدة تفضل أن يتركز الاهتمام على إنهاء الحرب في غزة، وإخراج الرهائن، والاتفاق على خطة لليوم التالي". والمنطقة "ج" هي إحدى المناطق الثلاث التي قُسمت إليها الضفة الغربية بموجب اتفاقيات أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1993–1995. وتشكل المنطقة "ج" نحو 60 في المئة من مساحة الضفة الغربية، وتخضع بشكل كامل للسيطرة الإدارية والأمنية الإسرائيلية. وتضم هذه المنطقة معظم المستوطنات الإسرائيلية، إضافة إلى أراضٍ زراعية وموارد طبيعية وبنية تحتية إستراتيجية، ما يجعلها ذات أهمية خاصة لإسرائيل. وفي المقابل يرى الفلسطينيون أن استمرار السيطرة الإسرائيلية على المنطقة "ج" يُعيق إقامة دولة فلسطينية متصلة جغرافيًا وقابلة للحياة. وكانت كل من بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال أعلنت، أمس الأحد، اعترافها الكامل بدولة فلسطين رسميًا، فيما تعهدت دول عدة، بينها فرنسا ومالطا وبلجيكا، بالاعتراف بدولة فلسطين خلال الأسبوع رفيع المستوى للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي ينطلق اليوم. وردًا على هذا القرار توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنع قيام دولة فلسطينية، قائلًا: "لن تقوم دولة فلسطينية. وسيتم الرد على أي محاولة لفرض دولة إرهابية في قلب أرضنا بعد عودتي من الولايات المتحدة". وبعد هذه التطورات ارتفع عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إلى 151 دولة من أصل 193 دولة عضوًا في الأمم المتحدة، بينما لم تعترف الولايات المتحدة بدولة فلسطين، واستخدمت عام 2024 حق النقض (الفيتو) ضد عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة. جدير بالذكر أن حل الدولتين هو مقترح سياسي يهدف إلى حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال إقامة دولتين مستقلتين: دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 إلى جانب دولة إسرائيل، وهو ما يتفق مع رؤية المجتمع الدولي؛ لكن العوائق التي تشمل رفض حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الاعتراف بإسرائيل، والاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، والانقسامات الفلسطينية، والعنف المستمر المتبادل، بالإضافة إلى الجمود السياسي بين الأطراف، تعوق تحقيق هذا الحل حتى الآن. وتؤكد روسيا أن تحقيق سلام حقيقي في الشرق الأوسط مستحيل بدون حل عادل للقضية الفلسطينية قائم على تنفيذ حل الدولتين وضمان الحقوق والتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني.
في ظل تطورات الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين، وتصريحات نتنياهو المعارضة لقيامها، يبقى موقف الولايات المتحدة بشأن ضم أراضي الضفة الغربية عاملاً حاسماً في مسار الصراع. يظل حل الدولتين، رغم التحديات، هو المخرج المقترح دوليًا للنزاع، لكن العقبات القائمة لا تزال تعيق تحقيقه.