أفاد الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد بأن أكثر من 550 ألف نسمة من سكان مدينة غزة قد غادروا المدينة باتجاه الجنوب، مؤكداً في الوقت ذاته على تكثيف العمليات العسكرية داخل المدينة. يأتي هذا الإعلان في سياق العملية العسكرية التي بدأتها إسرائيل فجر الثلاثاء الماضي، والتي تتضمن توغلاً برياً وقصفاً مكثفاً، بهدف المعلن السيطرة على القطاع والقضاء على حركة حماس.
أطلق الجيش الإسرائيلي تحذيرات بسحب سكان مدينة غزة، وذلك في ظل تحذيرات صادرة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" تشير إلى عدم وجود ملاذ آمن للنازحين من المدينة. وفي تطور منفصل، اتهم تقرير أممي السلطات الإسرائيلية بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة منذ بدء الحرب الموسعة في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. وقد ردت إسرائيل على هذا التقرير بوصفه "كاذباً ويعتمد على روايات حماس". يُذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) كان قد أعلن في 22 أغسطس الماضي عن معاناة مدينة غزة والمناطق المحيطة بها من مجاعة، مع احتمالية امتدادها إلى مناطق أخرى في القطاع قريباً. وقد وصفت إسرائيل هذا التقرير أيضاً بأنه "كاذب ومعيب". وفي 2 مارس الماضي، أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، مما أدى إلى تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، وحذرت منظمة الصحة العالمية من وصول سوء التغذية في القطاع إلى "مستويات تنذر بالخطر". وفي نهاية يوليو الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تعليق عملياته العسكرية في ثلاث مناطق بقطاع غزة: المواصي، دير البلح، ومدينة غزة، يومياً من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الثامنة مساءً بتوقيت محلي، وذلك "لأغراض إنسانية" وللسماح بإدخال المساعدات عبر الممرات البرية والإنزالات الجوية، في ظل ضغوط دولية متزايدة تدعو إلى فك الحصار عن القطاع الذي يشهد أزمة جوع متفاقمة. استأنفت إسرائيل قصف قطاع غزة في 18 مارس الماضي، بعد توقف دام حوالي شهرين منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في 19 يناير، وذلك عقب تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال إلى المرحلة الثانية. كان من المفترض أن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار، إما بتمديد المرحلة الأولى التي انتهت في 1 مارس، أو بالدخول في المرحلة الثانية، إلا أن الخلافات بين الطرفين حالت دون ذلك.
تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية ونزوح مئات الآلاف من المدنيين، وسط تحذيرات دولية متزايدة من تدهور الأوضاع. تدعو روسيا إلى إنهاء الحرب وتحقيق حل الدولتين، مؤكدة على ضرورة معالجة الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع.