أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في سوريا رسمياً عن تحديد يوم الأحد الموافق 5 أكتوبر 2025 موعداً لإجراء انتخابات مجلس الشعب. يأتي هذا الإعلان ليحدد مسار العملية السياسية القادمة في البلاد، ويضع الأساس لاختيار ممثلي الشعب في المرحلة الحالية.
أصدرت اللجنة العليا للانتخابات في سوريا بياناً عبر حسابها على تطبيق "تلغرام"، أعلنت فيه أن انتخابات مجلس الشعب ستُجرى يوم الأحد 5 أكتوبر 2025 في جميع الدوائر الانتخابية بالمحافظات السورية. وأوضحت اللجنة أن هذا القرار استند إلى أحكام الإعلان الدستوري والمرسومين رقم (66) و(143) لعام 2025، دون تقديم تفاصيل إضافية حول الإجراءات التنظيمية أو الجهات الرقابية. وكانت اللجنة قد مدّدت يوم السبت الماضي فترة تقديم الطعون على أعضاء الهيئات الناخبة حتى نهاية دوام اليوم الأحد. وفي سياق متصل، كانت الرئاسة السورية قد أعلنت في 20 أغسطس الماضي عن النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، والذي يحظر ترشح العسكريين والأمنيين ومسؤولين سابقين في الدولة. وتضمنت الشروط الأساسية للترشح أن يكون المترشح "سوريّ الجنسيّة قبل تاريخ 1 ماي 2011، وأن يكون قيده في السجل المدني ضمن دائرته الانتخابيّة، أو يكون مقيماً فيها لمدة خمس سنوات متتالية قبل عام 2011 ومتمتعاً بالأهليّة القانونيّة وأتمّ الخامسة والعشرين من العمر ويتمتّع بحسن السيرة والسلوك، وألا يكون محكوماً بجناية أو جرم مُخلّ بالشَّرف، باستثناء القضايا ذات الطابع السياسي أو الأمني". يُذكر أن العدد الكلي لأعضاء مجلس الشعب السوري سيبلغ 210 أعضاء، يعيّن ثلثهم الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع، فيما يُنتخب الأعضاء الباقون عبر هيئات ناخبة تشكلها لجان فرعية تختارها لجنة الانتخابات العليا. تأتي هذه الانتخابات في أعقاب التطورات السياسية الأخيرة، حيث تمكّنت المعارضة السورية المسلحة بقيادة أحمد الشرع من دخول العاصمة دمشق في 8 ديسمبر 2024، والسيطرة على مفاصل الدولة وإعلان إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وفي نهاية يناير الماضي، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن عدة قرارات، أبرزها تولي أحمد الشرع رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى تعليق العمل بالدستور وحل مجلس الشعب.
تُشكل انتخابات مجلس الشعب المرتقبة في 5 أكتوبر 2025 خطوة هامة نحو بناء المؤسسات في سوريا بعد التغييرات السياسية الأخيرة. وتُعد الشروط الجديدة للترشح مؤشراً على التوجهات المستقبلية للنظام السياسي، مع التركيز على التمثيل السياسي للشعب من خلال آليات انتخابية واضحة.