انتشار الجرذان يهدد محاصيل الفلاحين في طنجة تطوان الحسيمة

صورة المقال 1

تعيش جهة طنجة تطوان الحسيمة وضعًا مقلقًا بسبب انتشار الجرذان التي أصبحت تشكل خطرًا داهمًا على المحاصيل الزراعية للمزارعين. تتفاقم هذه المشكلة مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، مما ينشط هذه القوارض بشكل كبير في الفترة الانتقالية بين الصيف والشتاء، متسببة في أضرار جسيمة للمحاصيل، بما في ذلك بعض الأشجار المثمرة.


أفاد محمد الدامون، فلاح من المناطق الجبلية القريبة من القصر الكبير، بأن الجرذان تهاجم محاصيله الزراعية ومحاصيل فلاحين آخرين وتتسبب في تدميرها. وقد تفاجأ الدامون خلال عملية قلب الأرض بظهور أعداد هائلة من الجرذان التي تخبئ كميات كبيرة من محصول الحمص تحت الأرض. وأضاف الدامون أن مساحة تقارب الهكتار من أشجار الخروب، التي غُرسَت في إطار مبادرة من وزارة الفلاحة، تعرضت لأضرار بالغة بسبب هجوم الجرذان التي قامت بتعرية سيقان الأشجار بعد التهاب قشرتها. كما أوضح أن هذا الأذى يهدد أيضًا محصول الزيتون، حيث اكتشف فلاحون تساقط ثمار عدد من الأشجار بفعل عبث الجرذان بها. وأكد الدامون على ضرورة تدخل مصالح وزارة الفلاحة لحماية الفلاحين من تكبد المزيد من الخسائر، مشددًا على أنه تم إبلاغ الجهات المعنية بهذه الآفة المستجدة. من جانبه، أشار مصطفى الغريبي، فلاح بجماعة ريصانة الجنوبية بإقليم العرائش، إلى أن مزارعي اليقطين (الگرعة) في المنطقة يواجهون تحديات وصعوبات كبيرة مع الفئران. وذكر الغريبي لجريدة هسبريس الإلكترونية أن العديد من الفلاحين تكبدوا خسائر فادحة بسبب هذه الآفة، موضحًا أن الفئران تحدث ثقوبًا في اليقطين بحثًا عن الثمار بداخلها، مما يؤدي إلى تلف كميات كبيرة منه. واستغرب الفلاح المتضرر غياب السلطات ومسؤولي وزارة الفلاحة شبه التام وعدم تقديم الدعم الكافي للفلاحين لمواجهة هذه الظاهرة، قائلاً: 'قهرتنا (الطوبّة) ونحن في حرب مفتوحة معها منذ أسابيع ولم نتمكن من التغلب عليها، لذلك نطلب المساعدة والدعم في مواجهتها.'

تشكل ظاهرة انتشار الجرذان تهديدًا خطيرًا للأمن الغذائي والاقتصادي للفلاحين في جهة طنجة تطوان الحسيمة، مما يستدعي تدخلًا عاجلاً من قبل الجهات الحكومية المعنية لتوفير الدعم والمساعدات اللازمة لمواجهة هذه الآفة وحماية المحاصيل الزراعية.