شهدت مطارات أوروبية كبرى، بما في ذلك بروكسل وبرلين وهيثرو، اضطرابات كبيرة يوم السبت نتيجة لهجوم سيبراني استهدف برمجيات تسجيل الركاب من تصميم شركة كولينز أيروسبايس. أدى هذا الهجوم إلى تعطيل أنظمة التسجيل وتسليم الأمتعة، مما تسبب في تأخيرات وإلغاء رحلات وعانت منه طوابير طويلة من المسافرين.
أعلنت شركة كولينز أيروسبايس عن عطل إلكتروني في برنامجها "ميوز" (MUSE) الذي يؤثر على المطارات، مؤكدة أن التأثير يقتصر على التسجيل الإلكتروني وتسليم الأمتعة. في مطار بروكسل، وقع الهجوم مساء الجمعة، مما أثر على جدول الرحلات وأدى إلى إلغاء 10 رحلات وتأخير 17 رحلة لأكثر من ساعة، مع اضطرار المسافرين لإتمام إجراءات التسجيل يدوياً. وفي مطار هيثرو بلندن، شهدت مكاتب التسجيل طوابير طويلة، حيث أبلغ المسافرون عن تعطل الأنظمة وزيادة كبيرة في الأعداد. عبر مسافرون عن قلقهم من تفويت رحلاتهم بسبب بطء الإجراءات اليدوية. وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، طلبت الوكالة الناظمة للملاحة الجوية "يوروكونترول" من شركات الطيران إلغاء نصف رحلاتها المتجهة من وإلى مطار هيثرو بين السبت والأحد. نصح مطار هيثرو المسافرين بالتحقق من حالة رحلاتهم والوصول مبكراً. مطار برلين أقر أيضاً بتأثره بالمشكلة التقنية مع أحد مزودي الخدمات. تتبع شركة كولينز أيروسبايس، المتخصصة في معالجة بيانات الملاحة الجوية، المجموعة الأمريكية للصناعات الجوية والدفاعية "آر تي اكس". يأتي هذا الحادث في ظل تزايد الاعتماد على الأنظمة الرقمية في قطاع النقل الجوي، وزيادة ملحوظة في الهجمات السيبرانية. تقرير حديث لمجموعة تاليس للصناعات الدفاعية والتكنولوجية كشف عن 27 هجوماً ببرمجيات انتزاع الفديات استهدفت شركات طيران ومطارات وأنظمة ملاحة بين يناير 2024 وأبريل 2025، بزيادة قدرها 600% خلال سنة. وقد شهدت السنوات الأخيرة حوادث سيبرانية أخرى، مثل اختراق نظام شركة كوانتاس الأسترالية وهجوم مماثل تعرضت له الخطوط الجوية اليابانية.
تؤكد هذه الحادثة على هشاشة الأنظمة الرقمية في قطاع الطيران وتزايد المخاطر السيبرانية. بينما تعمل شركة كولينز أيروسبايس على حل المشكلة، فإن تداعيات الهجوم السيبراني تستمر في التأثير على حركة السفر، مما يبرز الحاجة الملحة لتعزيز الأمن السيبراني في البنية التحتية للطيران المدني.