شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الجمعة، مسجلة مكاسب أسبوعية متواصلة للمرة الخامسة على التوالي. جاء هذا الارتفاع مدفوعًا بقرار خفض أسعار الفائدة الأمريكية للمرة الأولى هذا العام، في ظل ترقب المستثمرين لإشارات جديدة بشأن السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي.
في المعاملات الفورية، ارتفع الذهب يوميًا بأكثر من 1% ليصل إلى 3682.68 دولارًا للأوقية (الأونصة) حتى الساعة 20:48 بتوقيت غرينتش. وكان المعدن الأصفر قد لامس مستوى 3707.40 دولار يوم الأربعاء، مسجلًا أعلى قمة له منذ بداية العام، فيما بلغت مكاسبه السنوية حتى الآن حوالي 39%. يأتي هذا الارتفاع بعد إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء عن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. فسرت الأسواق هذا القرار بأنه بداية لدورة جديدة من التيسير النقدي، على الرغم من تحذيرات البنك المركزي بشأن استمرار ضغوط التضخم، مما أثار تساؤلات حول وتيرة التخفيضات المستقبلية. وأوضح هان تان، كبير محللي السوق في منصة “نيمو دوت ماني”، أن توقعات السياسة النقدية للفيدرالي تظل المحرك الرئيسي لأسعار الذهب. وأشار إلى أن المعدن الأصفر يستفيد أيضًا من عمليات الشراء المكثفة من قبل البنوك المركزية، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب عليه كملاذ آمن. وأكد أن أي انخفاض دون مستوى 3600 دولار سيكون على الأرجح مؤقتًا. وبحسب أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، فإن الأسواق تسعر حاليًا احتمالية خفض آخر للفائدة في أكتوبر المقبل بنسبة 92%، بواقع 25 نقطة أساس. وفي سياق المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة بنسبة 0.7% لتصل إلى 42.06 دولارًا للأوقية، مواصلة تحقيق مكاسب أسبوعية. بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.1% إلى 1382.45 دولار، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.3% إلى 1154.25 دولار.
يُتوقع أن تستمر أسعار الذهب في التأثر بسياسات الاحتياطي الفيدرالي وتقلبات السوق، حيث يظل المعدن الأصفر ملاذًا آمنًا للمستثمرين في ظل عدم اليقين الاقتصادي.