صدر عن دار توبقال للنشر كتاب جديد للباحث علي بلجراف تحت عنوان "عادات وطقوس الزواج في الريف المغربي"، يتناول فيه "المضامين الاجتماعية والدلالات الرمزية" لاحتفالات الزواج في المناطق الريفية بالمغرب.
يهدف هذا الكتاب، الذي يقع في 236 صفحة، إلى الوقوف على الاختلافات في عادات الزواج الريفي من خلال تحليل المضامين الاجتماعية والدلالات الرمزية لطقوسه. ولتحقيق الموازنة بين الوصف والتحليل، يعتمد الكتاب في منهجيته على أداتين رئيسيتين لجمع المعطيات: "الملاحظة بالمشاركة" و"المقابلة نصف الموجهة" مع عينة مختارة من مجتمع الدراسة. يستند الكتاب إلى جانب نظري يستأنس بمدخل مفاهيمي يتناول مفاهيم محورية مرتبطة بالزواج مثل العادات، والتقاليد، والطقوس، والأعراف، والثقافة، والثقافة الشعبية، والموروث الثقافي الشعبي، والمعتقدات، والرموز الثقافية. كما ينفتح على أطروحات نظرية ذات قيمة تفسيرية لمؤسسة الزواج بشكل عام في الحقلين الأنثروبولوجي والسوسيولوجي، وبشكل خاص في المجتمع المغربي من حيث الزواج ونظام القرابة والعرف والشرع. ويشير الكتاب إلى أن طقوس الزواج الريفي والمغربي عموماً، بالإضافة إلى إحالتها على مضامين ووظائف اجتماعية، فإنها تخزن في ذات الوقت دلالات رمزية تعكس معتقدات ذات وظائف نفسية في البناء الاجتماعي والثقافي العام. وهذا ما قد يفسر استمرار هذه الطقوس عبر الزمن، رغم بعض مظاهر التحديث في البنى الاجتماعية والثقافية والسياسية العامة. لذلك، تسعى الدراسة إلى إبراز وتحليل هذه المضامين والدلالات بنَفَس أنثروبو-سوسيولوجي.
يُعد كتاب "عادات وطقوس الزواج في الريف المغربي" إضافة مهمة للمكتبة الأنثروبولوجية والسوسيولوجية، حيث يقدم تحليلاً معمقاً للدلالات الاجتماعية والرمزية لهذه الاحتفالات، ويسلط الضوء على استمرارية الموروث الثقافي رغم التغيرات المجتمعية.