يشارك الفيلم المغربي "وحده الحب" في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة ضمن فعاليات مهرجان بغداد السينمائي، الذي يستمر حتى 21 سبتمبر الجاري. يتنافس الفيلم في ظل مشاركة قوية من مختلف الدول، ويمثل المغرب فيه الفنان يونس مكري، شاهداً على رحلة عمل يختزل صراع الحدود ويعانق الحكايات الإنسانية من قلب المغرب إلى الجزائر.
الفيلم، الذي يأتي كصدى حقيقي للعلاقات المعقدة التي رسمتها الحدود بين البلدين، ينقل المشاهد إلى قلب الصراع بين الرسمي والإنساني، وبين السياسة والحب. تتناثر قصصه كشظايا ضوء على وجوه عشاق ومهاجرين، مغاربة وجزائريين، تجمعهم روابط تتجاوز الحدود الجغرافية، لتؤكد أن الحب، مهما علا صوت الحدود، لا يعرف القيد. صرح المخرج كمال كمال لهسبريس بأن الشرارة الأولى للفيلم انطلقت من زيارة شخصية إلى المنطقة الحدودية بين وجدة والسعيدية، حيث تعبر العائلات من الجانبين للقاء بعضها البعض ولو لفترة قصيرة. ما أثار تأمله وألهمه لكتابة السيناريو كان مشهد شابة جزائرية متزوجة من مغربي، تحمل رضيعها وتحاول إظهاره لوالدتها عبر التراب الجزائري، في دلالة على قدرة الإنسانية على تخطي الحدود بحنان. أشار المخرج إلى أن اختيار الممثلين كان موفقاً، حيث جسدوا الشخصيات بإقناع، خاصة الفنان يونس ميكري الذي عاش تجربة الحدود شخصياً بعد انتقاله من الجزائر إلى المغرب في الستينيات وعدم تمكنه من لقاء عائلته، وهو ما يتناغم مع تجربة المخرج نفسه الذي والدته جزائرية. وأكد كمال: "الحب لا يعرف الحدود". يضم الفيلم نخبة من الممثلين، أبرزهم عبد الحق بلمجاهد، أيوب أبو نصر، هشام إبراهيمي، فاطمة الزهراء بلدي، يونس ميكري، سحر الصديقي، إدريس الروخ، الغالية بنت الزاوية، حفصة ابن إسماعيل، ربيع القاطي، رشيد العماري، وسحر المعطاوي، وآخرون.
يعد فيلم "وحده الحب" نافذة سينمائية تعكس عمق العلاقات الإنسانية وصمود الحب أمام الحواجز والحدود، ويقدم قضايا جوهرية من واقع العلاقات بين المغرب والجزائر، مما يجعله مشاركة قيمة في مهرجان بغداد السينمائي.