ترأس والي جهة مراكش-آسفي، رشيد بنشيخي، اجتماعًا هامًا للجنة الجهوية للماء، بهدف الوقوف على مستجدات تدبير الموارد المائية وتقييم حصيلة البرامج والمشاريع المائية الجاري تنفيذها على مستوى الجهة. يأتي هذا الاجتماع في ظل التحديات المائية التي تواجه المنطقة، وحرصًا على ضمان استدامة التزود بالماء الصالح للشرب.
استعرض الاجتماع الوضعية المائية بالجهة، حيث بلغت واردات السدود خلال الموسم 2024-2025 ما مجموعه 313.4 مليون متر مكعب، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 9.5% مقارنة بالسنة الماضية. ومع ذلك، تم التنبيه إلى أن هذه الكمية لا تزال أقل من المتوسط بنسبة 62%. سلطت العروض الضوء على تقدم الأشغال في مشروع ربط مراكش الكبرى بمحطة تحلية مياه البحر بآسفي، والذي يعد مشروعًا حيويًا لتوفير 80 مليون متر مكعب سنويًا من المياه الصالحة للشرب، حيث بلغت نسبة إنجازه 46%. تطرق النقاش إلى برامج بناء وتأهيل السدود الصغرى والتلية، وتوسيع شبكات المياه في مختلف المراكز والدواوير، بالإضافة إلى برنامج المحطات المائية الأحادية لتصفية المياه الأجاج وتحلية مياه البحر، الذي يشمل 55 محطة بطاقة إجمالية تبلغ 333 لتراً/ثانية. وشدد المسؤول الأول عن الجهة على ضرورة تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المائية، وتعزيز التنسيق بين كافة الشركاء لضمان فعالية التدخلات، مع الالتزام بالمتابعة الدورية للمؤشرات المائية، وذلك تنفيذاً للتوجيهات الملكية الرامية إلى تعزيز الأمن المائي.
سيتم تزويد مدينة مراكش ونواحيها بحوالي 100 مليون متر مكعب سنوياً من مياه الشرب من محطة تحلية مياه البحر بآسفي بحلول يونيو 2026، عبر شبكة أنابيب بطول 187 كيلومترًا. يهدف هذا المشروع، الذي يأتي في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، إلى تخفيف الضغط عن السدود المحلية والحد من الانقطاعات المحتملة للمياه، مما سيكون له أثر اجتماعي واقتصادي إيجابي كبير. وتعتبر محطة تحلية مياه البحر بآسفي، بوحدتيها المخصصتين للاستعمال الصناعي والشرب، حلاً فعالاً لتأمين مصدر مستدام وعالي الجودة للمياه غير التقليدية، متوافقة مع المعايير الدولية للصحة والسلامة.