تفعيل لجنة مشتركة لتقييم المبادلات التجارية والاستثمار بين المغرب ومصر

صورة المقال 1

أثمر لقاء بين وزير التجارة الخارجية المغربي عمر حجيرة ونظيره المصري حسن الخطيب في القاهرة اتفاقاً استراتيجياً يهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين. يأتي هذا الاتفاق في إطار جهود تطوير التعاون الاقتصادي بين الرباط والقاهرة، ويهدف إلى رسم صورة أوضح لحجم المعاملات التجارية بين البلدين وتحديد آفاق النمو الممكنة.


كشف مصدر رفيع داخل كتابة الدولة المكلّفة بالتجارة الخارجية أن لقاء عمر حجيرة مع وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري، حسن الخطيب، أمس الاثنين بالقاهرة، “أثمر اتفاقا بشأن إحداث لجنة مشتركة تشتغل على تقييم شامل للمبادلات التجارية بين البلدين، على أن تقدّم خلاصات نتائجها في شهر دجنبر المقبل لتشكيل صورة واضحة عن حجم المعاملات بين الرباط والقاهرة في المنحى التجاري”. وأشار مصدر هسبريس إلى أن “هذه اللجنة ستقوم كذلك بتحديد القطاعات التي تعرف نسبة منخفضة من حيث تصديرها نحو السوق المصرية”، معتبرا أن “هذه الخطوة ستمكن قطاعات مغربية جديدة من دخول هذه السوق الواعدة بالنسبة للبضائع المغربية”، وشدد على أن “التقييم هو الذي سيمنح صورة عن هذه القطاعات قصد خلق مبادلات تجارية متوازنة تخدم الطرفين”. وأكد المصدر عينه أن اللقاء الرسمي بين الوزيرين بالعاصمة المصرية “تداول في ارتفاع نسبة المبادلات بين البلدين منذ زيارة وزير التجارة المصري إلى الرباط في فبراير المنقضي حتى اليوم”، موردا أن “المغرب يراهن من خلال هذه اللجنة على توفير الفرصة أمام بضائع مغربية لتصل السوق المصرية، خصوصا إذا كان توريدها من طرف المصريين يتمّ من بلدان أخرى، فالحرص سيكون أن يتعزز موقع المغرب أمام الوجهة التجارية المصرية”. وتطرق المصدر إلى الاتفاق أيضا بشأن “تعزيز الاستثمارات من الجانبين، خاصّة في الماركات المغربية والعلامات التجارية الوطنية التي ترغب في فتح فروع في المدن المصرية”، مشيرا إلى أن “الشراكة بين البلدين في سوق السيارات تسير طبقا لما تم التوافق عليه، ولذلك هناك إرادة من الجانبين للبناء على هذه الأرضية لخلق توازن في الميزان التجاري بين الرباط والقاهرة انطلاقا من هذا التقييم الإضافي”. تجدر الإشارة إلى أن لقاء عمر حجيرة، كاتب الدولة المكلّف بالتجارة الخارجية، مع الوزير المصري حسن الخطيب بمقر وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية، كان مناسبة لمشاركته في أشغال المجلس الوزاري لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية “ZLECAF” المنعقد بالقاهرة. وخلال الحدث نفسه، التقى حجيرة الأمين العام لأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وامكيلي ميني. وأوضح بلاغ صادر بهذا الشأن أن اللقاء تمحور حول موضوع المنتدى الثاني لدول فضاء التجارة الحرة القارية الإفريقية الذي سينظم تحت رعاية الملك محمد السادس في مدينة مراكش يومي 11 و12 دجنبر. كما أبرز البلاغ أن حجيرة عقد لقاءات أخرى مع وزراء دول إفريقية مشاركة، “تم التأكيد خلالها على أهمية تطوير أرقام المبادلات التجارية وتنمية الصادرات بين دول القارة الإفريقية”، وهم الوزيرة المكلفة بالتجارة بجمهورية السيشل ناتالي إدموند، وهامبيراجين نارسينغن، نائب وزير الشؤون الخارجية والتكامل الإقليمي والتجارة الدولية بجزر موريس، وجوليان بالوكو كاهونغيا، وزير التجارة الخارجية بجمهورية الكونغو الديمقراطية.

تؤكد هذه التطورات على الإرادة المشتركة بين المغرب ومصر لتعزيز الشراكة الاقتصادية، من خلال تفعيل آليات جديدة لتقييم المبادلات التجارية وتشجيع الاستثمارات. كما يعكس اللقاء اهتمام المغرب بتعزيز حضوره التجاري في السوق المصرية، بالاستفادة من الفرص المتاحة وتشجيع دخول قطاعات مغربية جديدة. وتبرز اللقاءات المتعددة على هامش قمة ZLECAF أهمية الدور الذي تلعبه المنطقة في دعم التجارة البينية الأفريقية.