تشهد الجولة الثانية من الدوري المغربي لكرة القدم مواجهات نارية، أبرزها اللقاء المرتقب بين الرجاء والجيش الملكي، والذي يعد أول اختبار حقيقي لصراع الكبار على الصدارة هذا الموسم. في حين تواجه أندية أخرى تحديات مختلفة ضد فرق تسعى للمفاجأة.
تتجه الأنظار في الجولة الثانية من الدوري المغربي لكرة القدم إلى القمة المثيرة بين الرجاء والجيش الملكي، الأربعاء، التي تعد أول اختبار حقيقي لصراع الكبار على الصدارة منذ بداية الموسم. المواجهة تأتي في ظروف خاصة؛ إذ يسعى كل فريق لتأكيد حضوره المبكر في سباق البطولة وتوجيه رسالة قوة إلى بقية المنافسين. وفي بقية المباريات، سيكون الوداد ونهضة بركان أمام تحديات مختلفة ضد أندية صاعدة تبحث عن المفاجأة، ما يمنح هذه الجولة طابعا حاسما في رسم ملامح مبكرة لصراع القمة والهروب من مناطق الخطر. ويدخل العائد إلى الأضواء الكوكب المراكشي، الثلاثاء، اختبارا صعبا أمام بطل المغرب نهضة بركان. أظهر الفريق المراكشي، بقيادة رشيد الطاوسي، في الجولة الأولى بعض الاندفاع لكنه افتقد إلى التركيز والانضباط، وأضاع ركلة جزاء كانت كفيلة بتغيير مجريات المباراة، ما يضع الجانب الذهني في صلب تحدياته المقبلة. في المقابل، انطلق نهضة بركان بقوة بعدما أمطر شباك أولمبيك الدشيرة بأربعة أهداف، لكن المدرب معين الشعباني حذّر لاعبيه من إضاعة الفرص، مشددا على أهمية الحسم والفعالية في الثلث الأخير. وستكون مباراة الكوكب وبركان بمثابة امتحان حقيقي، الأول يبحث عن إثبات أنه قادر على مجاراة الكبار مستندا إلى دعم جماهيره، والثاني يسعى إلى تأكيد بدايته المثالية ومواصلة السير بثبات في سباق اللقب. أولى قمم الموسم تأتي مبكرا بين الرجاء والجيش، في مواجهة كلاسيكية تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، وكان الرجاء تحت قيادة الأسعد الشابي نجح في تجاوز اختبار الفتح بفضل انضباط تكتيكي وقدرة على الحسم في الوقت المناسب. على الجانب الآخر، الجيش الملكي، بقيادة ألكسندر سانتوس، بدأ الموسم بانتصار مقنع على اتحاد يعقوب المنصور، لكن مدربه أكد أن الفريق أمام موسم طويل يفرض جهدا ذهنيا وتكتيكيا مضاعفا. هذه المواجهة ستكون مقياسا حقيقيا للطرفين، الرجاء لقياس جاهزيته للمنافسة على اللقب، والجيش الملكي لاختبار قدرته على مجاراة الكبار منذ البداية. وسيخوض اتحاد يعقوب المنصور مباراته الثانية في القسم الأول أمام عملاق الكرة المغربية الوداد، في اختبار صعب للفريق الصاعد. تحدث المدرب المهدي الجابري عن أخطاء في التركيز كلفت فريقه هدفين في الجولة الأولى، مؤكدا على أن اللاعبين لم يلجؤوا للدفاع فقط بل حاولوا المبادرة الهجومية. في المقابل، يدخل الوداد المواجهة برصيد معنوي مرتفع بعد فوزه على الكوكب، غير أن مدربه أمين بنهاشم اعترف بوجود صعوبات مرتبطة برحيل 21 لاعبا دفعة واحدة في الصيف الماضي، ما اضطر الفريق لخوض 12 مباراة ودية بحثا عن الانسجام. لذا ستكون هذه المباراة مواجهة بين حماس الصاعد وخبرة البطل السابق الباحث عن الاستقرار. سيكون الجمهور على موعد مع مباراتين بارزتين يوم السبت المقبل، الأولى ستجمع النادي المكناسي بالفتح الرباطي وتبدو متوازنة على الورق. يدخل الفريق المكناسي اللقاء بمعنويات مقبولة بعدما عاد بنقطة التعادل خارج قواعده، وهو ما اعتبره مدربه عزيز الدنيبي بداية مشجعة لفريق صاعد حديثا إلى القسم الأول. أما الفتح، فقد خسر بصعوبة أمام الرجاء البيضاوي رغم أنه لعب بشجاعة وخلق فرصا سانحة، غير أن مدربه سعيد شيبا أقر بأن الفاعلية الهجومية غابت في اللحظات الحاسمة، لذلك ينتظر أن تطغى الواقعية على اللقاء، مع إمكانية أن تحسمه تفاصيل صغيرة أو لحظة تركيز من أحد الطرفين. المواجهة الثانية في اليوم نفسه ستدور بملعب “أدرار”، حيث يستقبل حسنية أكادير ضيفه المغرب الفاسي. اكتفى أكادير بتعادل في الجولة الأولى ويبحث عن فوز يرضي جماهيره ويمكنه من الدخول بثبات في الموسم. في المقابل، يدخل “النمور الصفر” اللقاء بثقة كبيرة بعد انتصار مقنع على نهضة الزمامرة، وهو ما يمنحهم دفعة معنوية لمواصلة البداية الجيدة خارج ملعبهم. وتحمل المباراة طابعا خاصا، فهي اختبار لقدرة أكادير على استغلال عاملي الأرض والجمهور، وفي الوقت نفسه فرصة للمغرب الفاسي لتأكيد جاهزيته للمنافسة منذ البداية. ستختتم الجولة بمباراتين لا تقلان إثارة، يوم الأحد المقبل، الأولى ستجمع بين نهضة الزمامرة والدفاع الحسني الجديدي في ديربي دكالي محلي ينتظر أن يكون حماسيا. يسعى الزمامرة لتحقيق أول فوز له هذا الموسم لتجاوز عثرة البداية، بينما يدخل الجديدي المواجهة بعد تعادل باهت في الجولة الأولى؛ إذ اعتمد على الكرات الطويلة بشكل مبالغ فيه، وهو أسلوب غير مقنع بحسب مدربه روي ميجيل ألميدا الذي شدد على ضرورة تصحيح الأخطاء. وفي المباراة الثانية، يلتقي اتحاد تواركة مع أولمبيك الدشيرة في مواجهة بين فريقين يبحثان عن التعويض بعد خيبة الجولة الأولى. لم يخف عبد الواحد زمرات، مدرب تواركة، استياءه من غياب الشراسة عن لاعبيه، بينما برر عبد الرحيم السعيدي، مدرب الدشيرة، الخسارة الثقيلة أمام نهضة بركان بارتكاب أخطاء فردية واحترام المنافس أكثر من اللازم. وستكون هذه المباراة مفصلية للفريقين في مشوارهما هذا الموسم، لأن أي تعثر جديد من شأنه أن يضع أحدهما في دائرة الضغوط مبكرا.
تبدو الجولة الثانية من الدوري المغربي مثيرة وحاسمة، حيث تتنافس الفرق على تحقيق الانتصارات المبكرة لتعزيز موقعها في سباق البطولة وتجنب الوقوع في مناطق الخطر، وتعد القمة بين الرجاء والجيش الملكي الاختبار الأبرز في هذه الجولة.