حماس تطالب بمقاطعة إسرائيل وعزلها دولياً عقب محاولة اغتيال وفدها في قطر

صورة المقال 1

في خطوة تصعيدية لافتة، وجهت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" مذكرة عاجلة إلى اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية الإسلامية، مستنكرةً ما وصفته بـ"محاولة اغتيال" لوفدها التفاوضي في العاصمة القطرية الدوحة، وما اعتبرته "انتهاكاً" لسيادة دولة قطر، ومشيرة إلى أن هذه المحاولة تهدف إلى إفشال جهود وقف الإبادة في غزة. وطالبت الحركة في مذكرتها بمقاطعة إسرائيل وعزلها سياسياً واقتصادياً.


أوضحت حركة "حماس"، في بيان صادر اليوم الأحد، تفاصيل المحاولة "الصهيونية الغادرة" لاغتيال وفدها المفاوض في الدوحة، محمّلةً حكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وعن إفشال جهود وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ودعت الحركة المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى "العمل على الضغط لوقف العدوان والإبادة في غزة والضفة والقدس، وإنهاء حالة العربدة الإسرائيلية التي تضرب بالقانون الدولي عرض الحائط، وإلزام الاحتلال باحترام القانون الدولي والاستجابة لحقوق شعبنا المشروعة". وطالبت بـ"مقاطعة إسرائيل وعزلها سياسياً واقتصادياً، وملاحقة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية على جرائم الإبادة وانتهاك سيادة الدول". وشددت "حماس" على أنها حركة تحرر وطني منتخبة، تسعى إلى تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، ولا يجوز اعتبار قادتها أهدافاً عسكرية لتبرير "جرائم الاحتلال". وحذرت من أن الحكومة الإسرائيلية "اليمينية المتطرفة" تفتح باباً خطيراً "للتطرف والإرهاب" في الإقليم والعالم. واعتبرت الحركة أن الاعتداء الإسرائيلي "الغادر" يمثل انتهاكاً خطيراً لسيادة قطر، الدولة الوسيطة في المفاوضات، مؤكدةً أنها بذلت أقصى درجات المرونة لوقف "الإبادة الجماعية" ضد الشعب الفلسطيني. غير أن الحكومة الإسرائيلية، بحسب البيان، "دأبت على إفشال كل اتفاق عبر الاغتيالات وإضافة الشروط وارتكاب المجازر، مستخدمة المفاوضات غطاءً لمزيد من الوقت والجرائم". يأتي هذا التطور عقب اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، والذي ناقش مشروع بيان حول الهجوم الإسرائيلي على مقرات سكنية لقيادات حماس. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد اتهم سابقاً الدوحة بتوفير "ملاذ للإرهابيين". وأعلنت "حماس" فشل الغارة في اغتيال قياداتها المستهدفة، مشيرة إلى مقتل 5 من مرافقيهم، بينهم نجل رئيس مكتبها السياسي، بالإضافة إلى أحد أفراد الأمن القطري. واعتبرت الحركة أن استهداف قادتها يؤكد أن نتنياهو وحكومته "لا يريدون التوصل إلى أي اتفاق، وأنهم يسعون بشكل متعمد إلى إجهاض كل الفرص وإفشال المساعي الدولية". من جهتها، نددت قطر بالهجوم الإسرائيلي "الجبان"، واصفة إياه بـ"اعتداء إجرامي يشكل انتهاكاً صارخاً" للقوانين والأعراف الدولية. كما أثار الهجوم استنكاراً دولياً واسعاً، واعتبرته روسيا "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتعدياً على سيادة دولة مستقلة". ويأتي هذا الهجوم بعد تهديدات إسرائيلية سابقة بتصفية قيادات حماس في الخارج.

في ختام مذكرة حماس، تأتي المطالبة بمقاطعة إسرائيل وعزلها سياسياً واقتصادياً، كخطوة تصعيدية تهدف إلى الضغط الدولي لوقف العدوان والإبادة، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال. وتعكس هذه الأحداث خطورة الوضع الراهن، وتصاعد التوتر في المنطقة، وسط مساعٍ دولية لإيجاد حلول للأزمة المستمرة.