قصفت قوات الجيش الإسرائيلي مبنيين سكنيين شاهقين في مدينة غزة، زاعمةً أن حركة حماس كانت تستخدمهما في أغراض استخباراتية وإنشاء نقاط مراقبة لرصد القوات الإسرائيلية. هذا القصف يأتي ضمن توسيع العمليات الإسرائيلية في المدينة، وسط تحذيرات للسكان بإخلاء الأحياء المستهدفة.
وفقًا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فقد قام مسلحو حماس بتركيب معدات لجمع المعلومات الاستخباراتية في المبنيين المذكورين، وأقاموا نقاط مراقبة لرصد القوات في قطاع غزة، حسبما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت. وأضاف أن المسلحين كانوا يستعدون لشن هجوم ضد القوات الإسرائيلية في محيط أحد المبنيين اللذين تعرضا للقصف. وكان الجيش الإسرائيلي قد دمر في وقت سابق من اليوم نفسه برج الكوثر السكني في الجهة الغربية من مدينة غزة بعد قصف جوي مباشر، وفقًا لشهود عيان ومصادر محلية. أفاد سكان المنطقة بأن الطائرات الحربية استهدفت المبنى بعد توجيه تحذيرات عاجلة للسكان لإخلاء المنطقة، مما أدى إلى انهياره بالكامل وتصاعد أعمدة من الدخان الكثيف. كان البرج يضم عشرات الشقق السكنية وكانت عائلات عديدة تقيم داخله أو في الملاجئ القريبة، وتمت عملية الإخلاء بسرعة وسط حالة من الفوضى والذعر. وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أن المبنى كان يحتوي على بنى تحتية تابعة لحركة حماس، مشيرًا إلى أنه وجه إنذارات للسكان في حي الرمال الجنوبي ومحيط ميناء غزة لمغادرة المنطقة فورًا والتوجه إلى منطقة المواصي جنوب القطاع، التي صنفتها إسرائيل كمنطقة إنسانية. في المقابل، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حركة حماس في غزة، إسرائيل بـ "انتهاج سياسة الهدم الواسع بحق الأبراج السكنية"، مؤكدًا أن عمليات القصف الأخيرة تسببت في نزوح آلاف العائلات نحو الجنوب خلال الأيام الماضية. يواصل الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته في مدينة غزة عبر غارات جوية وضربات برية متكررة، محذرًا السكان من البقاء في الأحياء المستهدفة. تزعم إسرائيل أن الهجمات تستهدف بنى تحتية ومواقع لحركة حماس، بينما يؤكد مسؤولون فلسطينيون أن القصف ألحق دمارًا واسعًا بالمناطق السكنية المكتظة وعمّق أزمة النزوح المستمرة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
يستمر التصعيد العسكري في غزة مع قصف الجيش الإسرائيلي لمبنيين سكنيين، مما يثير مخاوف جدية بشأن سلامة المدنيين وتداعيات هذه العمليات على الوضع الإنساني المتدهور في القطاع، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين.