على الرغم من الأزمة وشح الموارد المائية التي تعاني منها مدينة طنجة وضواحيها، فإن شبح الفيضانات يواصل الاستئثار باهتمام السلطات والمسؤولين في المدينة المليونية. فقد ترأس والي جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة لقاء لبحث الاستعدادات لمواجهة فصل الشتاء.
ترأس والي جهة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة عامل عمالة طنجة، الأسبوع الجاري، لقاء جمع المنتخبين ورؤساء المصالح والمسؤولين عن تدبير قطاع الماء والتطهير السائل في “عروس الشمال”. وأفادت مصادر عليمة بأن الاجتماع مثّل فرصة للوقوف على الاستعدادات التي عرفتها مدينة طنجة والمناطق المجاورة لها لاستقبال فصل الشتاء، وسط مخاوف من وقوع فيضانات يمكن أن تضرب المدينة التي تعد من الحواضر الأكثر استقبالا للتساقطات في البلاد. وأضافت مصادر جريدة هسبريس الإلكترونية أن ممثلي شركة التدبير المفوض لقطاع الماء والتطهير السائل قدمت، في اللقاء ذاته، عرضا حول الأشغال والمعدات والتي تتوفر عليها من أجل القيام بتنقية القنوات والوديان من الشوائب والأتربة العالقة فيها طيلة الأشهر الماضية، خاصة الصيف. وحسب المصادر ذاتها، فإن الحرص الذي أبدته السلطات في التعامل مع الموضوع يبين أن المخاوف تتملك بشكل جدي المسؤولين بمختلف مستوياتهم، والذين أجمعوا على ضرورة العمل بشكل استباقي وحازم مع الموضوع، الذي يمثل شبحا يؤرق بال الجميع، خصوصا أن التساقطات التي سجلتها المدينة بشكل متقطع الموسم المنصرم؛ إلا أنها أحدثت فيضانات في عدد من الأحياء والشوارع. ويبدو أن التساقطات التي عرفتها المدينة هذا العام أحرجت السلطات المحلية والمنتخبة معا، بعدما أغرقت مياه الأمطار شوارع وأحياء في ظرف وجيز؛ ما جعل القائمين على تدبير الشأن المحلي في مرمى سهام نقد الساكنة وأبناء المدينة، الذين حملوهم مسؤولية الوضع وانتقدوا ضعف وهشاشة البنيات التحتية التي لا تصمد أمام التساقطات ويفتضح أمرها بشكل كبير.
تؤكد الاستعدادات التي تجري في طنجة على أهمية معالجة قضايا البنية التحتية والتصريف لمواجهة تحديات فصل الشتاء، خاصة في ظل التغيرات المناخية والهشاشة التي أظهرتها الأنظمة القائمة.