أصدرت مؤسسة “التفكير فنيا” بالشارقة أولى إصداراتها في مشروع “الاستدامة الثقافية”، وهو كتاب عادل العناز الموسوم بـ”إستراتيجيات الاستدامة الثقافية في قصص الأطفال”. يهدف الكتاب إلى تبسيط مداخل ومقترحات عملية للمبدعين والتربويين لتحقيق التوافق بين الموروثات المحلية والرهانات العالمية في قضايا التنمية المستدامة، التغيرات المناخية، ومكافحة التطرف.
ينطلق الكتاب من إشكالية مركزية تتمثل في "كيف ننخرط في تحديات الاستدامة الثقافية انطلاقا من القصص الموجهة للأطفال؟". يقع الكتاب في 172 صفحة من الحجم المتوسط، ويتضمن غلافه عملاً بصرياً للفنان الإماراتي راشد الملا. قُسّم الكتاب شكلياً إلى مدخل وقسمين يضمان خمسة فصول، تركز على توفير تراكم معرفي للمبدعين من خلال تصورات نظرية ومعايير تقنية مستنبطة من تجارب رائدة في أدب الطفل. الهدف هو تشكيل وعي إبداعي استراتيجي قادر على الانخراط في قضايا الاستدامة الثقافية عبر استثمار الإمكانات التربوية لقصص الأطفال. وأشاد الباحث عادل العناز برعاية ودعم مؤسسة “التفكير فنيا”، معرباً عن امتنانه للفريق، وخاصة نهى هلال فران وسالم الجنيبي. أوضح العناز أن مفهوم الاستدامة الثقافية يعتبر من المفاهيم الجديدة التي تساهم في تطوير تداول الثقافة العربية وإثراء موروثاتها المحلية، مع الحفاظ على علاقتها بالراهن الحضاري والتحديات الإنسانية. وأشار إلى أن استخدامه لقصص الأطفال هو بداية لمشروع أوسع ينطلق من الطفل ليمتد إلى الخطابات الأدبية والجمالية والتراثية الأخرى في الثقافة العربية.
يخلص الكتاب إلى أن الاستدامة الثقافية في قصص الأطفال تنظر إلى الموروثات العربية كدافع أساسي لتأمين التواصل الثقافي بين الأجيال والمجتمعات والحضارات. تسعى استراتيجيات الكتاب العملية إلى ربط اللاحق بالسابق، والماضي بالمستقبل، والأصالة بالمعاصرة، والمحلي بالكوني، مؤكداً على دور قصص الأطفال كمحور أساسي في تحقيق هذا التكامل.