في أعقاب احتجاجات واسعة النطاق على توقيف رئيس بلدية إسطنبول، طالب زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي، أوزغور أوزيل، بإجراء انتخابات مبكرة في موعد أقصاه نوفمبر. هذا التصعيد يأتي بعد سلسلة من الإجراءات الحكومية التي استهدفت المعارضة.

خلال مؤتمر استثنائي لحزب الشعب الجمهوري في أنقرة، تحدى أوزيل الرئيس رجب طيب أردوغان، داعياً إلى الاحتكام إلى إرادة الشعب من خلال انتخابات مبكرة. وقد تم انتخاب أوزيل بالإجماع تقريباً كزعيم للحزب. يعتبر هذا المؤتمر فرصة للحزب لإظهار قوته وحشد أنصاره، خاصةً في ظل الضغوط السياسية والقضائية المتزايدة، بما في ذلك إقالة سبعة رؤساء بلديات ينتمون للحزب، بينهم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو. وقد ندد الحزب بهذه الإجراءات ووصفها بـ"الانقلاب". وقد أسفرت الاحتجاجات التي تلت توقيف إمام أوغلو عن توقيف نحو 1900 شخص. أردوغان حذر من تحقيقات فساد جديدة قد تطال حزب الشعب الجمهوري. صرح نواب من الحزب بأن هذا المؤتمر يهدف إلى التضامن مع رئيس بلدية إسطنبول والمعتقلين، ووصفوا اعتقالهم بالظلم. حزب الشعب الجمهوري حقق نتائج كبيرة في الانتخابات البلدية الأخيرة، وحصل على 37.8% من الأصوات. أعلن أوزيل عن استمرار التعبئة الشعبية من خلال تنظيم تجمعات في مدن مختلفة وجمع توقيعات للمطالبة بالإفراج عن رئيس بلدية إسطنبول، وذلك بهدف جمع توقيعات تعادل نصف عدد الناخبين المسجلين في تركيا. خبراء سياسيون يرون أن أوزيل، رغم أنه ليس متحدثًا كاريزميًا، إلا أنه يتمتع بعقلانية وحس تنظيمي جيد، و أن معارضته القوية لأردوغان تساهم في تعزيز زعامته.
دعوة أوزيل لإجراء انتخابات مبكرة تمثل تصعيداً كبيراً في المواجهة بين المعارضة والحكومة التركية. ويبدو أن حزب الشعب الجمهوري عازم على مواصلة التعبئة الشعبية ومعارضة سياسات الحكومة، مستخدماً الاحتجاجات كأداة ضاغطة للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة.
