مرّ سبعون عاماً على اغتيال عبد الكريم بنعبد الله، أحد أبرز رموز المقاومة المغربية ضد الاستعمار الفرنسي، ومؤسس منظمة "الهلال الأسود" السرية. اغتياله، بعد استقلال المغرب، يسلط الضوء على الصراعات الداخلية التي أعقبت الاستقلال ورفض بعض المقاومين وقف الكفاح المسلح قبل إتمام تحرير جميع الأراضي المغربية.
ولد عبد الكريم بنعبد الله بوجدة عام 1923، وتلقى تعليمه هناك قبل أن يدرس في المدرسة العليا للمناجم بباريس. انخرط في الحزب الشيوعي المغربي بين عامي 1947 و 1948، وكان من مؤسسي اتحاد الطلاب المغاربة. بعد عودته للمغرب عام 1950، عمل مهندساً وانخرط بشكل أكبر في العمل الحزبي. شارك بنشاط في أحداث الدار البيضاء عام 1952، قبل أن ينخرط في النضال المسلح. ساهم في تأسيس منظمة "الهلال الأسود" عام 1954، والتي قامت بأعمال مقاومة ضد الاستعمار، كالقيام بعمليات تصفية للمتعاونين مع الاستعمار، وإلقاء القنابل، وكتابة الشعارات، وتوزيع المنشورات، بالإضافة إلى بث نداءات عبر راديو "صوت الاستقلال والسلام" من براغ. اغتيل عبد الكريم بنعبد الله في 31 مارس 1956 بالدار البيضاء، بعد استقلال المغرب، في سياق سلسلة اغتيالات طالت مقاومين آخرين رفضوا وقف المقاومة قبل خروج آخر جندي فرنسي من المغرب. شارك في تشييع جنازته أعضاء من حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال ومنظمات مغربية جزائرية.
يُعتبر اغتيال عبد الكريم بنعبد الله رمزاً للصراع الأيديولوجي والسياسي الذي ساد المغرب بعد الاستقلال، ويدل على استمرار النضال من أجل التحرير الكامل للبلاد. ذكرى اغتياله تحث على التذكّر والتقدير لدور المقاومين الذين ضحوا من أجل استقلال المغرب الكامل.