نعيمة بوحمالة: مسيرة فنية حافلة وأيقونة خالدة في الفن المغربي

صورة المقال 1

فقدت الساحة الفنية المغربية والعربية قامة فنية كبيرة برحيل الفنانة القديرة نعيمة بوحمالة يوم الأربعاء 28 مايو 2025، عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض. تركت الراحلة إرثًا فنيًا غنيًا يمتد لأكثر من خمسة عقود، بصمت خلالها ذاكرة الجمهور المغربي بأدوارها المتنوعة والمتقنة، سواء على خشبة المسرح أو في الدراما التلفزيونية والسينما.


من هي نعيمة بوحمالة؟


وُلدت الفنانة نعيمة بوحمالة أواخر أربعينيات القرن الماضي، وبدأ شغفها بالفن مبكرًا، حيث وقفت لأول مرة على خشبة المسرح وهي في الثالثة عشرة من عمرها. من تلك اللحظة، انطلقت مسيرة فنية طويلة جعلت منها واحدة من أكثر الفنانات حضورًا وتأثيرًا في الساحة الفنية المغربية. تميزت الراحلة بقدرتها الفائقة على تجسيد شخصيات واقعية، قريبة من نبض الشارع المغربي ومزاجه الاجتماعي والإنساني، مما أكسبها محبة وتقديرًا واسعًا من الجمهور.

مسيرة فنية غنية وعطاء متواصل


تعد نعيمة بوحمالة من الوجوه البارزة التي أثرت المشهد الفني المغربي بشكل لافت. وقد تنوعت أعمالها الفنية بين المسرح، الذي كان نقطة انطلاقها، ثم التلفزيون، وصولاً إلى السينما، حيث تركت بصمة لا تُمحى في كل مجال.

أبرز أعمالها:


برزت الفنانة نعيمة بوحمالة في العديد من الأعمال الفنية التي حظيت بشعبية كبيرة، ومن أبرزها:
  • في السينما: شاركت في أفلام ذات صدى جماهيري مثل "الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء" (2004)، "هنا طاح الريال" (2016)، "مروكي في باريس" (2012)، و"الطفل الشيخ". وكان آخر أعمالها فيلم "البوز" الذي عُرض مؤخرًا وحضرت مؤتمره الصحفي، مما اعتبره الكثيرون بمثابة وداع مؤثر لجمهورها.

  • في التلفزيون: قدمت أعمالاً تلفزيونية ناجحة عززت حضورها داخل البيوت المغربية، منها مسلسل "حديدان" (2009)، "هاينة"، "مداولة"، "ولاد العم"، "أولاد الناس"، و"عندك أ ميلود".

  • المسرح: ظلت خشبة المسرح هي الحب الأول للراحلة، حيث كانت تتمتع بحضور قوي وصوت مميز وأداء عفوي جعلها محبوبة الجماهير.

صوت الفن المغربي الأصيل


تميزت نعيمة بوحمالة بصوتها القوي وأدائها العفوي، ما جعلها تحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور المغربي. كانت قادرة على إيصال المشاعر الإنسانية بصدق وعمق، سواء في الأدوار الكوميدية التي اشتهرت بها، أو في الأدوار الدرامية المعقدة. لقد كانت فنانة قديرة، محترفة ووقورة، وظلت رقمًا صعبًا في معادلة التمثيل المغربي.

وعكة صحية ووداع مؤثر


عانت الفنانة في السنوات الأخيرة من وعكات صحية متكررة نتيجة مشاكل في القلب، مما قلل من ظهورها الفني. لكنها ظلت حاضرة في قلوب محبيها. وقد خلّف خبر وفاتها موجة من التعاطف والحزن في صفوف الفنانين وجمهورها الواسع، الذي سيظل يتذكرها كواحدة من أيقونات الفن المغربي الخالدة.

رحلت الفنانة نعيمة بوحمالة بجسدها، لكن بصمتها الفنية العميقة ستبقى خالدة في الذاكرة الوطنية. إنها جزء لا يتجزأ من تاريخ الفن المغربي، وسيظل إرثها يلهم الأجيال القادمة من الفنانين. رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته.