حمية الكيتو: كل ما تحتاج معرفته عن هذا النظام الغذائي الشائع

صورة المقال 1

في السنوات الأخيرة، اكتسبت حمية الكيتو أو الكيتوجينيك دايت شعبية واسعة كواحدة من أبرز الأنظمة الغذائية المستخدمة لإنقاص الوزن وتحسين الصحة. يعتمد هذا النظام بشكل أساسي على تقليل تناول الكربوهيدرات بشكل كبير وزيادة استهلاك الدهون، مما يدفع الجسم إلى حالة أيضية تسمى الكيتوزية. ولكن ما هي حمية الكيتو بالضبط؟ وكيف تعمل؟ وما هي فوائدها ومخاطرها المحتملة؟ هذا المقال يستعرض لك كل ما تحتاج معرفته عن هذا النظام الغذائي.



صورة المقال 2

ما هي حمية الكيتو؟


 حمية الكيتو هي نظام غذائي يعتمد على تقليل تناول الكربوهيدرات إلى أدنى حد (عادة أقل من 50 جرامًا يومياً)، وزيادة استهلاك الدهون بشكل كبير (حوالي 70-75% من السعرات الحرارية)، مع الحفاظ على مستوى معتدل من البروتين (حوالي 20% من السعرات الحرارية). الهدف الرئيسي من هذا التغيير الجذري في النسب الغذائية هو دفع الجسم للدخول في حالة الكيتوزية (Ketosis).


كيف تعمل الكيتوزية؟


 في الظروف العادية، يعتمد الجسم على الجلوكوز (المستمد من الكربوهيدرات) كمصدر رئيسي للطاقة. عندما يقل توافر الجلوكوز بشكل كبير بسبب الانخفاض الحاد في الكربوهيدرات، يبدأ الكبد في تكسير الدهون لإنتاج جزيئات تسمى الأجسام الكيتونية (Ketone Bodies). هذه الأجسام الكيتونية تصبح المصدر البديل للطاقة للدماغ والعضلات وباقي أعضاء الجسم. هذا التحول الأيضي هو ما يُعرف بالكيتوزية.


الأطعمة المسموحة والممنوعة

 الأطعمة المسموحة: تشمل اللحوم، الأسماك الدهنية (مثل السلمون والسردين)، البيض، الزيوت الصحية (زيت الزيتون، زيت جوز الهند)، الأفوكادو، المكسرات والبذور، الجبن، الزبدة، والقشدة، والخضروات منخفضة الكربوهيدرات (مثل الخضروات الورقية الخضراء، البروكلي، القرنبيط).

الأطعمة الممنوعة: تشمل الحبوب ومنتجاتها (الأرز، الخبز، المكرونة)، الفواكه (باستثناء بعض أنواع التوت بكميات قليلة)، السكريات والمشروبات الغازية، البقوليات، الخضروات النشوية (البطاطا، الذرة)، ومعظم الأطعمة المصنعة.


فوائد حمية الكيتو المحتملة


  1. فقدان الوزن: تعد من أبرز فوائد حمية الكيتو، حيث يؤدي انخفاض الكربوهيدرات إلى تقليل الشهية وزيادة الشعور بالشبع، بالإضافة إلى حرق الدهون المخزنة في الجسم.


  1. تحسين التحكم في سكر الدم: مفيدة بشكل خاص لمرضى السكري من النوع الثاني أو مقاومة الأنسولين، حيث تساعد على استقرار مستويات السكر في الدم.


  1. زيادة مستويات الطاقة والتركيز: يلاحظ بعض الأشخاص زيادة في الطاقة والوضوح الذهني بعد التكيف مع الحمية.


  1. فوائد عصبية: تُستخدم الحمية الكيتونية منذ فترة طويلة في علاج الصرع المقاوم للأدوية، وهناك أبحاث أولية تشير إلى فوائد محتملة في حالات أخرى مثل الزهايمر وباركنسون.


المخاطر والآثار الجانبية المحتملة


  1. "أنفلونزا الكيتو" (Keto Flu): وهي مجموعة من الأعراض التي تظهر في بداية الحمية وتشمل الصداع، التعب، الغثيان، والتهيج، نتيجة لتكيف الجسم مع المصدر الجديد للطاقة.


  1. نقص المغذيات: قد يؤدي تقييد مجموعات غذائية كاملة إلى نقص في بعض الفيتامينات والمعادن والألياف، مما يستدعي الانتباه لتعويضها.


  1. مشاكل في الجهاز الهضمي: مثل الإمساك نتيجة قلة الألياف.


  1. مشاكل الكلى: تتطلب الحمية الكيتونية زيادة في تناول البروتين، مما قد يشكل عبئاً على الكلى لدى بعض الأشخاص.


  1. تغيرات في مستويات الكوليسترول: قد تختلف الاستجابة، حيث يلاحظ البعض ارتفاعاً في الكوليسترول الضار (LDL) بينما يرى آخرون تحسناً في مؤشرات الدهون.

 ملاحظة هامة: قبل البدء بأي نظام غذائي صارم كحمية الكيتو، يُنصح بشدة باستشارة أخصائي تغذية أو طبيب لتقييم الحالة الصحية والتأكد من ملاءمة الحمية للفرد وتجنب أي مخاطر محتملة. لا يُنصح بالحمية الكيتونية للحوامل أو المرضعات أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى أو الكبد أو البنكرياس أو بعض الاضطرابات الأيضية.

تُعد حمية الكيتو نظاماً غذائياً فعالاً للكثيرين في تحقيق أهداف فقدان الوزن وتحسين بعض المؤشرات الصحية. ومع ذلك، فهي تتطلب التزاماً صارماً وفهماً عميقاً لكيفية عمل الجسم. من الضروري جداً البدء بها تحت إشراف طبي لضمان السلامة وتحقيق أقصى استفادة ممكنة، مع الأخذ في الاعتبار أن ما يناسب شخصاً قد لا يناسب آخر.

صورة المقال 3