تشهد البرتغال اليوم الأحد انتخابات تشريعية مبكرة هي الثالثة خلال ثلاث سنوات، في ظل توقعات بفوز رئيس الوزراء لويس مونتينيغرو، لكن دون حصوله على الأغلبية البرلمانية اللازمة لتشكيل حكومة مستقرة. وتُظهر استطلاعات الرأي تقدماً لحزب التحالف الديمقراطي (يسار الوسط) بزعامة مونتينيغرو، إلا أنه لن يحقق الغالبية المطلوبة.
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباحاً بالتوقيت المحلي (الساعة السابعة بتوقيت غرينتش)، ومن المتوقع صدور نتائج استطلاعات الرأي الأولية في الساعة التاسعة مساءً، بعد إغلاق المراكز. أما النتائج الرسمية النهائية، فمن المتوقع صدورها بعد ساعات. تأتي هذه الانتخابات في وقت يواجه الاتحاد الأوروبي توترات تجارية عالمية ويسعى إلى تعزيز دفاعاته. وقد حث مونتينيغرو خلال تجمع انتخابي في لشبونة، الجمعة، الناخبين على منحه تفويضاً أقوى لمواجهة "الاضطرابات الجيو-سياسية". خسر مونتينيغرو، وهو محامٍ يبلغ من العمر 52 عاماً، تصويتاً على الثقة في البرلمان في مارس الماضي، بعد اتهامات بتضارب مصالح. وقد تقدم هو نفسه بمقترح طرح الثقة. وقد نفى مونتينيغرو ارتكاب أي مخالفات، مؤكداً أنه لم يشارك في إدارة شركته الاستشارية بعد نقل ملكيتها لأبنائه. وعبرت صحيفة "بوبليكو" عن حالة الإرهاق الشعبي من إجراء انتخابات أخرى مبكرة، واتهم زعيم الحزب الاشتراكي بيدرو نونو سانتوس مونتينيغرو بالدفع نحو إجراء الانتخابات لتجنب تقديم تفسيرات أمام لجنة تحقيق برلمانية. من المتوقع أن يحل حزب "تشيغا" اليميني المتطرف ثالثاً، ليصبح لاعباً محورياً محتملًا، رغم رفض مونتينيغرو الحكم معه. وقد استفاد حزب "تشيغا" من المعارضة للهجرة والمخاوف من الجريمة، لكنه واجه أيضاً مواقف محرجة، من بينها اتهامات لأحد نوابه بسرقة حقائب من المطارات، ومشاكل صحية لزعيم الحزب أندريه فينتورا اضطرتّه لمغادرة تجمعين انتخابيين بشكل مفاجئ.
تُعتبر هذه الانتخابات البرتغالية اختباراً مهماً للسياسة الأوروبية في ظل التحديات العالمية، وسيكون لنتائجها تأثير كبير على المشهد السياسي البرتغالي، وخاصة في سياق التوترات الجيو-سياسية والاقتصادية الحالية.