عقدت ندوة بمدينة طنجة تحت عنوان “مسؤولية الإعلام في صيانة التراث الثقافي والطبيعي الوطني”، بمشاركة نخبة من الإعلاميين والأكاديميين والمهتمين بقضايا التراث والثقافة. الندوة، التي نظمتها مؤسسات مختلفة، تأتي ضمن احتفالات شهر التراث في دورته الرابعة والثلاثين.
تناولت الندوة، التي انعقدت تحت شعار “الإعلام جسر واصل بين الموروث والمستقبل المستدام”، سبل تمكين الإعلام من لعب دوره في نقل قضايا التراث إلى صدارة النقاش العام. أبرز المتحدثون أهمية التراث كركيزة أساسية للهوية المغربية ومورد حيوي للتنمية المستدامة. شدد الصديق بنزينة، رئيس المرصد المغربي للمحافظة على التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي، على المكانة المتميزة للمغرب على الصعيد الإفريقي فيما يتعلق بالمواقع الطبيعية المصنفة، معربا عن أسفه لفقدان بعض الأنواع كـأسد الأطلس. ودعا إلى تكوين إعلاميين متخصصين في قضايا التراث، وإنتاج محتوى إعلامي نوعي يحافظ على الذاكرة الوطنية. من جانبها، أشارت زهور امهاوش، المديرة الجهوية للثقافة بجهة طنجة تطوان الحسيمة، إلى ضرورة مخاطبة جيل Z باستخدام التقنيات الحديثة، ودمج البعد التراثي في التعليم، مع التركيز على آلية جواز الشباب كوسيلة لتقريب هذا الجيل من تراثه. أما عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، فأكد على دور المعهد في الاكتشافات الأثرية، مشددا على أهمية دور الإعلام في نشر وتثمين التراث. وأشار مينغ كيوك ليم، مستشار الإعلام والاتصال بمكتب اليونسكو للمغرب العربي، إلى دور الإعلام المحوري في صون وحماية التراث من خلال نشر المعلومات الموثوقة.
أجمع المشاركون على أهمية تكثيف الجهود المشتركة بين الفاعلين في الحقلين الإعلامي والثقافي لترسيخ ثقافة الاهتمام بالتراث، خاصة مع استعداد المملكة لاستضافة تظاهرات عالمية.