يطرح كتاب "فلسفة الأخلاق وأزمة القيم ما بعد الفضيلة" سؤالاً محورياً حول معنى الأخلاق في عصرنا الحالي، بعد انهيار القيم والمعايير التي رافقت الحداثة وتفكك المنظومات الفكرية الكبرى. يتساءل المؤلف عن جدوى السؤال الأخلاقي نفسه في ظل غياب سرديات شاملة ومعايير ثابتة.
يتناول الكتاب زيادة الطلب على الأخلاق في مجالات متعددة ك الطب والتقنية والاقتصاد، مقابل تضاؤل السرديات الكبرى والقيم الأخلاقية في عصر ما بعد الميتافيزيقا. يُناقش تأثير النّزعة الفردانية وعدم قدرة الإيديولوجيات الكبرى على تأسيس أخلاق جديدة. يستعرض الكتاب أفكار فلاسفة مؤثرين كإسبينوزا، كانط، نيتشه، هيدغر، بالإضافة إلى الفلاسفة المسلمين كالكندي والفارابي وابن مسكويه، ومعاصرين كالجابري وأركون والحلاق. يُحلل الكتاب التطور التاريخي لفلسفة الأخلاق من التركيز على مفهوم الخير في الفلسفة اليونانية إلى مفهوم الحق والقانون في الفلسفة الحديثة، مستعرضاً أفكار جون راولز وميشال فوكو، وخاصةً مفهوم "الاهتمام بالذات" (le souci de soi) كبديل لبراديغم كانط الأخلاقي. ويُشدد الكتاب على أهمية الاعتناء بالذات كنمط حياة مستوحى من الرواقيين والأبيقوريين.
يختم الكتاب بالتأكيد على أن "إتيقا الذات" هي ما تبقى من الأنساق الأخلاقية الكبرى، وهي تعتمد على بناء علاقة خاصة بين الذات ونفسها، من خلال تدبيرها والاعتناء بشؤونها بما يضمن سعادتها. يقدم الكتاب تحليلاً شاملاً لأزمة القيم الأخلاقية المعاصرة، مُقترحاً منهجاً جديداً للبحث عن إطار أخلاقي يُلائم واقعنا المعاصر.