في دورة استثنائية، اتخذ مجلس جماعة تازة قرارين هامين يتعلقان بإعادة إعمار المدينة العتيقة. الأول يخص إعادة تهيئة المحلات التجارية المتضررة من حريق 29 نونبر، والثاني يتعلق بالإشراف على مشروع واسع لترميم وتأهيل المدينة التاريخية وربطها بمحيطها.
صادق مجلس جماعة تازة، خلال دورة استثنائية، على اتفاقية شراكة خاصة بإعادة تهيئة المحلات التجارية المتضررة من حريق 29 نونبر الماضي بالمدينة العتيقة. وتُقدر الكلفة الإجمالية لهذه الاتفاقية بـ 8 ملايين درهم، موزعة بين عدة شركاء. فقد ساهمت وزارة الداخلية بـ 1.5 مليون درهم، ومثلها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة. كما ساهمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الصناعة والتجارة بمليوني درهم. وتضمنت الاتفاقية مساهمة مالية قدرها نصف مليون درهم لكل من الشركة الجهوية متعددة الخدمات فاس-مكناس وجماعة تازة. وتدخل الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة طرفًا ضمن هذه الاتفاقية. وتمت، حسب مصدر هسبريس، "الدراسة والمصادقة على اتفاقية الإشراف المنتدب على المشروع مع الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة من أجل إعادة تهيئة المحلات التجارية المتضررة من حريق المدينة العتيقة لتازة". وبموجب هذه الاتفاقية، تعتبر جماعة تازة صاحب المشروع المكلف بإعادة تهيئة المحلات التجارية المتضررة، وتبليط الواجهات، وتسقيف الأزقة المتضررة. وتشمل الأشغال أيضًا تكسية أرضية الأزقة، وإعادة ربط المحلات المتضررة بالشبكات العمومية، ووضع منشآت السلامة والوقاية من الحرائق. وفي سياق متصل، صادق المجلس أيضًا على "الإشراف المنتدب على المشروع مع الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة من أجل إصلاح وإعادة تأهيل المدينة العتيقة وربطها بمحيطها وترميم أسوارها التاريخية في إطار الشطر الثاني من برنامج التنمية الحضرية وإعادة تأهيل الأحياء الناقصة التجهيز لمدينة تازة 2023-2026". وحددت الاتفاقية الوكالة الوطنية للتجهيزات العامة كصاحب المشروع المنتدب، وتتكفل بإنجاز أشغال الترميم والتأهيل والربط بالبنية التحتية وترميم الأسوار التاريخية في حدود الميزانية المخصصة. وتلتزم جماعة تازة برصد مساهمتها المالية البالغة 10 ملايين درهم لفائدة الوكالة. وتشمل مهام الوكالة تعيين المهندس المعماري ومكاتب الدراسات التقنية، وإعداد ملفات الاستشارة وطلبات العروض، وإعداد الوثائق الضرورية للرخص الإدارية المتعلقة بالأشغال.
تشكل هذه المصادقات خطوة هامة نحو استعادة بريق المدينة العتيقة بتازة، من خلال معالجة الأضرار المادية وتطوير البنية التحتية، مما سيعزز من قيمتها التاريخية والاقتصادية.