وسائل التواصل الاجتماعي: بين ديمقراطية التعبير وتهديدات المحتوى السطحي

صورة المقال 1

افتتح المؤتمر العلمي التاسع بكلية الإعلام – الجامعة الحديثة في القاهرة، بكلمة للسفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، رئيس قطاع الإعلام والاتصال، حيث سلط الضوء على التحديات المزدوجة التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية.


أوضح السفير خطابي أن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم دورها في ديمقراطية التواصل وحرية التعبير، أصبحت أيضاً فضاءً يعج بالسعي وراء الشهرة والإثارة والمحتوى السطحي، مما ينعكس سلباً على الشباب. وأكد أن اختيار موضوع "الإعلام والترفيه والمسؤولية الاجتماعية" للمؤتمر يعكس حرص الجامعة على ترسيخ القواعد المهنية والأخلاقية للإعلاميين، والعمل مع كافة الفاعلين لإنشاء منظومة إعلامية عربية هادفة تدعم الوعي المجتمعي والتنمية المستدامة ومواكبة التطور التكنولوجي. وأبرز أهمية الخطة التنفيذية لاستراتيجية التربية الإعلامية والمعلوماتية، التي اعتمدها مجلس وزراء الإعلام العرب، وضرورة دمجها في المناهج التعليمية لتنمية الوعي النقدي، وضمان مصداقية المعلومات، ومواجهة الممارسات الضارة. وأشار إلى أن دولاً ومجموعات إقليمية، كالاتحاد الأوروبي، وضعت أحكاماً قانونية لتوطيد السيادة الرقمية ومحاربة المحتوى غير الآمن، وإطلاق برامج تأهيلية في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي. كما أكد مجلس وزراء الإعلام العرب على ضرورة الإسراع في استكمال المقاربة التفاوضية العربية مع الشركات الإعلامية العالمية الكبرى (GAFAM). وبين أن "الترفيه"، المشتق من الرفاه، هو وسيلة لتحقيق الذات والابتكار والارتقاء بالذوق العام، وفلسفة حياة لتنمية المجتمعات عبر مختلف التعبيرات الثقافية والفنية والرياضية. وشدد على أنه لا تنمية حقيقية دون مسؤولية اجتماعية متكاملة تتضافر فيها جهود الدولة والخواص والفعاليات المختلفة. وفي ختام كلمته، وجه السفير خطابي رسالة إلى الطلبة، معرباً عن أمله في أن يمتلكوا المعرفة التكنولوجية ويرفعوا رهان الانتقال الرقمي، للدخول إلى عصر المعرفة بروح من الثقة والتنافسية.

يؤكد السفير أحمد رشيد خطابي على ضرورة توازن الاستفادة من أدوات العصر الرقمي مع الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية، ويدعو إلى تمكين الأجيال القادمة من الأدوات اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل الرقمي.