تدخلات صحية وطبية مكثفة تنقذ حياة مريض وتؤمن ولادات في أزيلال رغم الثلوج

صورة المقال 1

في ظل ظروف مناخية قاسية شهدت تساقطات ثلجية كثيفة وانقطاع عدد من المسالك الطرقية، برزت التدخلات الميدانية والطبية المكثفة في إقليم أزيلال، والتي مكنت من إنقاذ حياة مريض في وضعية حرجة، وإسعاف امرأة مسنة حاصرتها الثلوج بأحد الدواوير الجبلية، إلى جانب تأمين ولادات ناجحة بعدد من المراكز الصحية القروية.


في الشق الصحي، استقبل المركز الصحي القروي بأنركي مريضاً يعاني من التهاب الصفاق الناتج عن مضاعفات قرحة المعدة (Péritonite par perforation d’ulcère). تم تشخيص حالته عبر تقنية التطبيب عن بعد، بالتنسيق مع طبيب اختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي بالمستشفى الإقليمي بأزيلال. وبعد تفعيل البروتوكول العلاجي المعتمد، تقررت إحالته بشكل استعجالي لإجراء تدخل جراحي. جرى نقل المريض عبر سيارة إسعاف، وسط تدخلات ميدانية لفتح الطريق بين أنركي وتيلوكيت، ليصل إلى المستشفى الإقليمي بأزيلال بعد رحلة استغرقت خمس ساعات ونصف الساعة. وقد خضع فور وصوله لعملية جراحية مستعجلة دامت حوالي أربع ساعات، تكللت بالنجاح، ويرقد حاليًا في وضع صحي مستقر تحت المراقبة الطبية. في السياق ذاته، وضمن تدخلات برنامج “رعاية”، واصلت المراكز الصحية بإقليم أزيلال تقديم خدماتها الأساسية رغم التساقطات الثلجية. شهد المركز الصحي بتيلوكيت عملية ولادة ناجحة في ظروف آمنة، فيما سُجلت ولادتان جديدتان بالمركزين الصحيين بتاكلفت وواولى، إلى جانب تدخلات استعجالية متواصلة بالمركز الصحي بتبانت لفائدة عدد من الحالات المرضية، تأكيدا على جاهزية الأطقم الصحية واستمرارية التكفل الطبي بالمناطق القروية والجبلية. وفي تدخل إنساني موازٍ، تمكنت السلطة المحلية بقيادة زاوية أحنصال بإقليم أزيلال من إنقاذ امرأة مسنة كانت في وضع صحي حرج بدوار تالمست نايت عطى، بعدما أدت التساقطات الثلجية إلى عزل الدوار بشكل كامل، حيث ظلت الطريق المؤدية إلى المنطقة مقطوعة لأزيد من عشر ساعات بسبب تراكم الثلوج. استدعى الوضع تعبئة شاحنات لإزاحة الثلوج وجرافتين، بتنسيق مع فرق التدخل والسلطات المحلية، ما مكن من فتح المسلك والوصول إلى المسنة في حدود الساعة الثانية صباحا، ليتم نقلها عبر سيارة إسعاف إلى المستشفى الإقليمي بأزيلال لتلقي العلاجات اللازمة.

أكد المندوب الإقليمي للصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال، عادل أيت حدو، أن هذه التدخلات وغيرها تبرز مستوى التعبئة والتنسيق القائم بين السلطات المحلية والمصالح الصحية وفرق التدخل من أجل إنقاذ الأرواح وضمان استمرارية الخدمات الصحية الأساسية بالمناطق الجبلية، رغم قساوة الظروف المناخية التي يشهدها الإقليم.