في قلب حي أكدال النابض بالحياة في الرباط، حيث تلتقي أناقة المدينة بعمق تاريخها، شهد ملعب "المدينة" تحولاً جذرياً ليصبح اليوم واحداً من أحدث المنشآت الرياضية وأكثرها تميزاً، مجسداً حواراً فريداً بين "عاصمة الأنوار" وروح التفوق الرياضي. بعد اكتمال عملية تجديده عام 2025، لم يعد هذا الملعب، الذي كان يُعرف سابقاً باسم "ملعب البريد"، مجرد مساحة تستقبل الجماهير، بل أصبح رمزاً حضارياً يثري المشهد الرياضي في العاصمة.
تستوحي فكرة تصميم الملعب من مفهوم "الحديقة المعلقة"، حيث يبدو غطاؤه العائم وكأنه سحابة تحلق فوق المدينة، موفراً ظلاً للمدرجات ومستفيداً من أشعة الشمس لتحويلها إلى طاقة نظيفة تخدم اللعبة ومشجعيها. بمجرد دخولك إلى ملعب "المدينة"، تستشعر الدقة الهندسية التي تشبه الكوريغرافيا الفنية. تمتد المقاعد إلى ما يقارب 18 ألفاً و30 مقعداً، موزعة بعناية لتلبية احتياجات جميع فئات الجمهور، بالإضافة إلى مناطق مخصصة للإعلام، مما يضمن تجربة مشاهدة جماعية مريحة توفر زاوية رؤية واضحة واتساعاً بصرياً متميزاً لكل متفرج. يتباهى الملعب بأرضية عشبية طبيعية هجينة، مدعومة بنظام إضاءة قوي يعتمد على شبكة من مصابيح LED المتوافقة مع معايير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) والاتحاد الدولي (فيفا). وتتكامل هذه التجهيزات التقنية بعناية لضمان أفضل الظروف المثالية للبث التلفزيوني. كما يضم الملعب مستودعات حديثة للملابس، وقاعات للإحماء، ووحدات طبية متطورة. ويشمل أيضاً قاعة مؤتمرات صحفية عصرية، ونظاماً سمعياً – بصرياً متكاملاً، وغرفاً للترجمة، مما يسهل تغطية الفعاليات الرياضية وفقاً للمعايير المهنية العالمية. أما مرافق الاستقبال، فقد صُممت لتكون متنوعة وتستجيب لاحتياجات الزوار المتنوعة، حيث يوفر الملعب 313 موقفاً للسيارات مخصصة للعموم، بالإضافة إلى فضاءات خاصة لحافلات الفرق وأماكن مخصصة لكبار الشخصيات. وتنتشر أربع وحدات طبية في مختلف أنحاء الملعب لضمان الاستجابة السريعة للحالات الطارئة التي قد تطرأ على الجمهور.
بفضل تجهيزاته المتطورة، وتنظيمه الدقيق، وموقعه الاستراتيجي، يبرز ملعب "المدينة" كواحد من أبرز الفضاءات الرياضية ليس فقط في الرباط، بل في المملكة بأكملها. إنه المكان الذي يلتقي فيه شغف كرة القدم بروح التميز، ليقدم مشهداً رياضياً يليق بمكانة العاصمة المغربية.