يخوض الموسيقار والمايسترو التونسي جهاد جبارة جولة فنية جديدة بالمغرب، مستلهما روح سهرات "بودشار" التي لقيت إقبالا جماهيريا واسعا في عدد من العواصم العربية. تهدف هذه الجولة إلى تقديم تجربة فنية فريدة تعتمد على التفاعل المباشر مع الجمهور وإعادة الاعتبار للغناء الجماعي الحي.
تحت عنوان "كلنا نغني"، يراهن مشروع جهاد جبارة الفني على كسر الحواجز التقليدية بين الخشبة وقاعة العرض، وتحويل الجمهور من متلقّ سلبي إلى عنصر فاعل داخل العرض الموسيقي. ستحتضن مدينة طنجة أولى محطات الجولة يوم 23 يناير المقبل، على أن تحط الرحال بعد ذلك بمدينة الدار البيضاء، في انتظار الإعلان عن مواعيد ومحطات أخرى. سيجمع البرنامج الموسيقي للحفل بين أنماط وألوان غنائية متعددة، تمتد من أغاني "الزمن الجميل" إلى روائع الأغنية المغربية، مرورا بأعمال خالدة لكبار الطرب العربي، من قبيل عبد الحليم حافظ، وأم كلثوم، وفضل شاكر، ومحمد الحياني، وصولا إلى فيروز وملحم بركات، في توليفة موسيقية تراهن على استحضار الذاكرة الجماعية للجمهور العربي والمغربي على حد سواء. سيتميز العرض بقيادة أوركسترالية خاصة؛ إذ سيشرف المايسترو جهاد جبارة على إدارة الأوركسترا بأسلوب مبتكر، يمنح الجمهور دور البطولة في أداء أشهر المقاطع الغنائية، في تجربة تفاعلية تجعل من الحفل لحظة فنية حية تتقاطع فيها الأصوات مع الإيقاعات، ويتحول فيها الغناء إلى فعل جماعي مشترك بين العازفين والحضور. يتوقع المنظمون أن تشكل هذه السهرة محطة استثنائية في المشهد الفني المغربي، بالنظر إلى ما تحمله من مزج بين التراث الموسيقي العربي الكلاسيكي وأساليب الأداء الحديثة، فضلا عن الرهان على المشاركة الجماعية للجمهور، وهو ما يمنح العرض بعدا احتفاليا وإنسانيا يتجاوز الصيغة التقليدية للحفلات الموسيقية.
تأتي هذه الجولة لتقديم تجربة موسيقية متكاملة، لا تكتفي بالاستماع فقط، بل تفتح المجال أمام تفاعل حي ومباشر بين الفنانين والجمهور. تراهن هذه التجربة على إبراز قدرة الموسيقى على خلق لحظات مشتركة تجمع بين الإبداع والعاطفة، وبين التراث والتجديد، في أجواء موسيقية نابضة بالحياة تعيد للغناء الجماعي بريقه ودفئه.