في مبادرة تهدف إلى ضمان استمرارية الخدمات الصحية للسكان، قدمت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني في حي تراست بمدينة إنزكان ملتمساً استعجالياً إلى عامل إنزكان-أيت ملول. يأتي هذا الطلب في سياق متابعة مشروع تأهيل المنظومة الصحية بالإقليم وضمان وصول السكان إلى الرعاية الصحية اللازمة أثناء فترة الأشغال.
وفقاً للملتمس الذي اطلعت عليه "هسبريس"، فإن المركز الصحي "تراست الأمويين" سيخضع لعملية تأهيل شاملة ستستمر لمدة اثني عشر شهراً. وللتغلب على انقطاع الخدمات خلال هذه الفترة، تقترح الجمعيات اعتماد المركب السوسيو-ثقافي "عمر حمايمو" كمرفق صحي بديل ومؤقت. وتشير الجمعيات إلى أن هذا المركب مناسب من حيث بنيته ومساحاته الصحية، خاصة وأنه مغلق منذ أكثر من أربعة عشر عاماً رغم جاهزيته، وقد لعب دوراً هاماً خلال جائحة كورونا في تلقيح المواطنين وتقديم خدمات حيوية للحي. وأكدت الجمعيات أن فتح المركب سيساهم في استمرارية الخدمة الصحية العمومية وتخفيف الضغط على المراكز الصحية الأخرى في إنزكان، لاسيما في حي تراست الذي يعد من أكثر الأحياء كثافة سكانية. كما دعت الجمعيات السلطة الإقليمية للتدخل لدى الجهات المختصة، بما في ذلك جماعة إنزكان، لضمان احترام اتفاقية تأهيل المنظومة الصحية، خاصة فيما يتعلق بتوفير وتسوية الوعاء العقاري للمركز الصحي "تراست-حي الرمل"، وتفعيل مرافق بديلة خلال فترة الأشغال. وأوضحت الهيئات المدنية أن هذا التحرك يأتي لتعزيز انخراط المجتمع المدني في الشأن الصحي المحلي والدفاع عن حق السكان في خدمات صحية قريبة وذات جودة. تتبعاً للموضوع، فقد أشارت الهيئات الجمعوية إلى تقاعس المجلس الجماعي في توفير وعاء عقاري لبناء المركز الصحي في حي "الرمل" وتملصه من التزاماته الواردة في الاتفاقية المبرمة مع وزارة الصحة. وقد حاولت "هسبريس" التواصل مع رئيس المجلس الجماعي، رشيد المعيفي، للحصول على رده، إلا أنه لم يرد على الاتصالات أو رسائل تطبيق "واتساب".
يظل توفير مرفق صحي بديل ومؤقت للمركز الصحي "تراست الأمويين" خلال فترة التأهيل ضرورة ملحة لضمان استمرارية الخدمات الصحية للسكان. وتنتظر الجمعيات المدنية استجابة الجهات المعنية، لا سيما جماعة إنزكان، لمعالجة هذا الوضع الحساس وضمان حق المواطنين في الصحة.