في مشهد يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، خرج شبان فلسطينيون في مخيم للنازحين بحي الزيتون وهم مسلحون بالمعاول، في محاولة يائسة لتصريف مياه الأمطار الغزيرة التي اجتاحت خيامهم. ضربت عاصفة المنطقة، وأغرقت خيام النازحين والمنازل المتضررة، مما زاد من معاناة السكان الذين نزحوا مراراً وتكراراً خلال الحرب المدمرة التي تجاوزت العامين.
أظهرت لقطات مصورة طفلاً فلسطينياً حافي القدمين وهو يسير في الوحل، حاملاً غالونين فارغين، في طريقه لجلب مياه الشرب من محطة مياه مؤقتة قريبة، بينما تفاقمت الأوضاع بسبب تدمير الحرب لمعظم المباني في غزة، وانتشار آلاف الخيام التي نُصبت مكان الركام. وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن 850 ألف شخص في 761 مخيماً وموقع نزوح معرضون لخطر الفيضانات بشدة. وفي المناطق المنخفضة، مثل مخيم الزوايدة وسط غزة، تشكلت برك مائية صغيرة. وتصف سعاد مسلم، نازحة من بيت لاهيا، الوضع داخل خيمتها في الزوايدة بأنه "ليلة سوداء" بسبب البرد والمطر، حيث لم يتمكنوا من تغطية الأطفال نظراً لغرق البطانيات في المياه. تناشد مسلم بتوفير خيام جيدة، وأغطية مشمعة، وملابس للأطفال الذين يمشون حفاة. ويعاني سكان القطاع من نقص حاد في المواد الأساسية نتيجة الحصار الإسرائيلي، وعدم كفاية المساعدات. وتصف شروق مسلم الوضع بأنه "صعب جداً"، مع عدم القدرة على إشعال النار بسبب نقص الحطب والغاز. وفي محاولة لتجنب تسرب المياه، قام بعض النازحين بفرش أرضية خيامهم بالطوب. وفي الوقت نفسه، تواصل الجرافات عملها في إزالة ركام المباني المدمرة. أكد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة، تسجيل حالة وفاة جراء البرد القارس، محذراً من أن انعكاسات المنخفض الجوي "خطيرة جداً على المواطنين"، خاصة مع انهيار البنية التحتية. كما أعلن الدفاع المدني عن انهيار جزئي في ثلاثة منازل بسبب الأمطار الغزيرة، وحذّر السكان من العودة إلى المنازل غير الآمنة. وشدد بصل على ضرورة توفير "كرافانات" مجهزة بدلاً من الخيام، معتبراً أن "الخيمة مرفوضة بشكل قطعي".
تؤكد العاصفة المطرية الأخيرة على الحاجة الملحة لتدخلات إنسانية عاجلة لتوفير مأوى لائق للنازحين في قطاع غزة، ومعالجة النقص الحاد في الاحتياجات الأساسية، وبدء عمليات إعادة الإعمار لتجنب تكرار مثل هذه الأزمات الإنسانية الخطيرة.