في تطور إيجابي، أعلن المكتب النقابي لعمال النظافة بوزان، التابع للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (UNTM)، عن تعليق جميع الأشكال الاحتجاجية التي كان من المقرر استمرارها في الأيام القادمة. يأتي هذا القرار عقب سلسلة من الاجتماعات الحوارية المثمرة التي عقدت على مستوى عمالة وزان ومقر الجماعة، والتي أفضت إلى مجموعة من الالتزامات العملية بين مختلف الأطراف المعنية.
تأتي هذه الخطوة بعد فترة من الوقفات الاحتجاجية والنضالات التي خاضها عمال النظافة للمطالبة بتحسين أوضاعهم المهنية والاجتماعية. وقد شهد مسار الاحتقان تغيراً ملحوظاً نحو الإيجابية، وذلك عقب مبادرة قامت بها فرق المعارضة بالمجلس الجماعي، وتفاعل السلطات المحلية معها. أسفرت هذه الوساطة عن عقد جلسة عمل بحضور الكاتب العام لعمالة وزان، وباشا المدينة، ونائبة رئيس المجلس الجماعي المكلفة بالقطاع، ومندوب الشغل، وممثل عن إدارة الشركة. أعقب ذلك اجتماع ثانٍ بمقر الجماعة بحضور المكتب النقابي. وأورد بلاغ صحافي أن هذه اللقاءات شكلت أرضية مشتركة للحوار البناء، حيث أبدى جميع الأطراف رغبة واضحة في تجاوز التوتر وفتح صفحة جديدة مبنية على الالتزام والشفافية. وبناءً على ما تم الاتفاق عليه، تم الإعلان عن تعليق الاحتجاجات. وأعرب المصدر ذاته عن إدانة كل أشكال الاستهداف أو الاستفزاز التي يتعرض لها العمال. كما تم التأكيد على تفعيل لجنة الصحة والسلامة ولجنة المقاولة، وإحداث لجنة خاصة يرأسها المسؤول الجهوي للشركة للنظر في تظلمات العمال بحضور ممثليهم. وجرى الاتفاق أيضاً على التزام جميع الأطراف بتوقيع اتفاقية الشغل الجماعية فور انطلاق عمل الشركة الجديدة في مطلع فبراير 2026، والتي تعتبر ضمانة أساسية لحماية الحقوق الاجتماعية وتحقيق السلم الاجتماعي. كما سيتم تمكين العمال من لباس مهني كامل وفق معايير الجودة والسلامة ابتداءً من منتصف يناير 2026، مع تدارك النواقص خلال المرحلة الانتقالية. وتعهدت الجهات المعنية بعدم الإضرار بالوضع الاجتماعي للعمال، تقديراً لجهودهم في قطاع حيوي وفي ظل الغلاء المعيشي المتزايد.
جدد المكتب المحلي لعمال النظافة تأكيده على أن الكرامة المهنية، وتحسين ظروف العمل، والتمتع بالحقوق القانونية، تظل مطالب ثابتة لا يمكن التراجع عنها. ودعا المكتب جميع الأطراف المعنية إلى احترام الالتزامات المتفق عليها حفاظاً على السلم الاجتماعي. كما حث جميع العمال على التحلي بروح المسؤولية والانضباط، والالتفاف حول إطارهم النقابي لحماية المكتسبات وتعزيز مسار الحوار.