احتضنت دار الشعر بتطوان، أمس الأربعاء، حلقة جديدة من سلسلة لقاءات “توقيعات” بالنادي الثقافي، في أمسية جمعت بين توقيع الإصدارات الجديدة وقراءات شعرية متميزة، مما أضفى على الأجواء طابعًا ثقافيًا رفيعًا.
شهد اللقاء توقيع كتاب “شعرية النص العابر للأجناس” للناقد إبراهيم الكراوي، والذي قدمه الناقد إسماعيل بنهنية، كما تم توقيع ديوان “ترانيم حالمة” للشاعرة حفيظة أعراس، بحضور الناقد محمد أفيلال الذي قدمه. تخللت هذه الفعالية الثقافية أمسية شعرية شارك فيها كل من حفيظة أعراس وإبراهيم الكراوي والشاعرة هند العيان. يتناول الكراوي في كتابه الجديد مفهوم النص العابر للأجناس عبر محورين؛ الأول نظري يسلط الضوء على جذور المصطلح ومرجعياته، مع تحليل تمثلات الخطاب النقدي العربي ومناقشة بعض أطروحاته، وصولاً إلى تصور يربط بين النص العابر والأجناس الأدبية والنقد الأدبي والشعرية المعممة. يثير الكتاب مجموعة من الأسئلة الجوهرية حول طبيعة النص العابر للأجناس: هل يُعد امتدادًا لتحولات الأجناس الأدبية؟ أم يمثل جنسًا مستقلاً بذاته؟ أم أنه انعكاس للنسق الثقافي والاجتماعي الراهن؟ ويؤكد الكراوي أن هذه الأسئلة الكبرى تولّد بدورها تساؤلات فرعية تُثري القراءة وتمنحها متعة ودهشة، وهي التجربة ذاتها التي قد يكتشفها القارئ في ديوان “ترانيم حالمة”. في تقديمه لديوان “ترانيم حالمة”، قال الناقد يوسف الفهري إن تجربة الشاعرة حفيظة أعراس تنبثق من ينابيع مشاعر متدفقة وتلتئم بالألفاظ لتشكل عقدًا من جواهر الطبيعة والعشق والفراق والأمل. وأشار الفهري إلى أن الشاعرة تمزج بين الحلم واليقظة، وبين الذاكرة واللحظة الشعرية، في نصوص موشحة بخيال رحب. من جانبه، أكد الناقد محمد أفيلال أن قصائد الشاعرة حفيظة أعراس "تتسم بالغنائية والتكثيف والإيحاء، وتستحضر لوحات تشكيلية ونقوشًا نحتية، حيث تمتزج العاطفة بالتفاصيل اليومية، وتُختتم التجربة الشعرية بنَفَس حالم ورؤية رومانسية".
شكلت أمسية دار الشعر بتطوان منصة غنية للنقاش الأدبي والاحتفاء بالإبداع الشعري والنقدي، مؤكدة على دورها الريادي في إثراء المشهد الثقافي.