في إطار متابعته للبرامج التربوية والمشاريع التنموية، قام السيد محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بزيارة ميدانية رفقة والي جهة العيون الساقية الحمراء، السيد عبد السلام بكرات، إلى عدد من المؤسسات التعليمية بإقليم العيون. هدفت الزيارة إلى الوقوف على مدى تقدم البرامج التربوية ومشاريع التأهيل والدعم المعتمدة بالجهة، مع التركيز على مبادرات تمكين الشباب وإعادة إدماجهم.
بدأت الزيارة بمركز الفرصة الثانية بحي الفرح – سوق الجمال، حيث استمع الوزير والوفد المرافق له إلى شروح مفصلة من الفريق التربوي حول آليات التأطير والتكوين الموجهة للشباب المنقطع عن الدراسة، والبرامج الهادفة إلى إعادة دمجهم في المسارين التعليمي والمهني. تم استعراض فضاءات التكوين والدعم المخصصة للمستفيدين، والاطلاع على نماذج من الأنشطة التي يحتضنها المركز. بعد ذلك، توجه المسؤول الحكومي إلى الثانوية الإعدادية علال بن عبد الله بحي مولاي رشيد، حيث اطلع على سير العملية التعليمية وظروف التمدرس، وتم تقديم عروض حول مشاريع تحسين البنيات المدرسية ورفع مؤشرات التمدرس والدعم التربوي. وشملت الجولة زيارة محطة خاصة بمشروع "مدرسة الفرصة الثانية – الجيل الجديد للمهن الرياضية" بمدينة العيون، والذي انطلقت برامجه في شهر نونبر الماضي بالشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ومؤسسة "تيبو إفريقيا"، وبدعم من مؤسسة "إسمنت المغرب". يهدف هذا المشروع إلى تمكين الشباب من استكمال مساراتهم عبر التكوين الرياضي، وتنمية المهارات الحياتية، وتعزيز الإدماج السوسيو-اقتصادي. وقد اطلع الوفد على فضاءات التكوين والابتكار والحاضنات الاجتماعية التي يوفرها المشروع. وفي تصريح لـ "هسبريس"، أكد السيد محمد أمين زرياط، الرئيس المؤسس لمنظمة "تيبو أفريقيا"، أن المبادرة تجسد رؤية المنظمة في جعل الرياضة رافعة للتنمية، وأنها تستهدف الشباب المنقطعين عن الدراسة الراغبين في بناء مسار مهني مرتبط بالمهن الرياضية. وأضاف أن المشروع يهدف إلى تطوير المهارات التقنية والسلوكية وريادة الأعمال للمستفيدين من خلال نظام بيداغوجي يرتكز على التكوين بالتناوب، ويدمج بين الممارسة الرياضية والتكوين في اللغات، القيادة، التربية المالية، واستعمال أدوات مايكروسوفت. كما يعتمد المشروع على مواكبة دقيقة للإدماج المهني عبر تنظيم أسبوع للتشغيل وإبرام شراكات مع مؤسسات مختلفة. وأشار زرياط إلى أن المشروع لن يقتصر على فئة الشباب فقط، بل سيتم توسيعه في عام 2026 ليشمل الأطفال في إطار برامج التعليم عبر الرياضة، وكذلك النساء الراغبات في خوض تجربة رياضية عبر برنامج "MamaFit". وأكد أن "تيبو إفريقيا" تواصل تعزيز حضورها بالأقاليم الجنوبية بمشاريع مستدامة تجعل من الرياضة وسيلة للتمكين والاندماج، معتبرًا أن "مدرسة الفرصة الثانية بالعيون" ستشكل نموذجًا يحتذى به. اختتمت الجولة بحضور الوزير محمد سعد برادة ندوة صحفية نظمتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، حيث قدم مدير الأكاديمية، السيد حمدي اكريطي، عرضًا مفصلاً حول حصيلة البرامج التربوية لسنة 2025، ومؤشرات تطوير العرض التربوي، وتعزيز البنيات التعليمية، ودعم المتعلمين. تم خلال الندوة فتح باب التفاعل مع ممثلي وسائل الإعلام، مع التأكيد على مواصلة الجهود لتحسين جودة التعلمات وضمان تكافؤ الفرص بالجهة.
تؤكد زيارة وزير التربية الوطنية والوفد المرافق له على الأهمية التي تولى لتطوير المنظومة التعليمية والتربوية في جهة العيون الساقية الحمراء، خاصة فيما يتعلق بتمكين الشباب ودعمهم لإعادة إدماجهم في المسار التعليمي والمهني. تبرز مبادرات مثل "مدرسة الفرصة الثانية – الجيل الجديد للمهن الرياضية" كنموذج مبتكر يجمع بين التعليم الرياضي وتنمية المهارات الحياتية والإدماج السوسيو-اقتصادي، مما يعكس رؤية استراتيجية لدعم طاقات المنطقة وإطلاق مسارات مهنية جديدة لأبنائها.