شهدت جماعة بوسكورة بإقليم النواصر دورة استثنائية لم تشر إطلاقا إلى قضية هدم بناية "كريملن بوسكورة" الضخمة التي أثارت جدلا واسعا. وفي المقابل، تمحور النقاش حول ظاهرة "الحراس العشوائيين" وضرورة جعل ركن العربات مجانيا داخل تراب الجماعة.
في واقعة لافتة، تجاهلت الدورة الاستثنائية لجماعة بوسكورة، التي انعقدت مؤخرا، قضية هدم السلطات لبناية ضخمة معروفة إعلاميا بـ"كريملن بوسكورة"، رغم النقاش الواسع الذي أثارته. ولم يتم التطرق لهذه المسألة، لا من قريب أو بعيد، لا من قبل رئيس المجلس البلدي ومكتبه المسير، ولا من قبل باقي الأعضاء الحاضرين. وعلى النقيض من ذلك، خصصت الدورة جزءا هاما من أشغالها لمناقشة ظاهرة "الحراس العشوائيين"، والتصدي لها من خلال جعل ركن العربات مجانيا في مختلف أرجاء المدينة، التي تعتبر بمثابة "رئة" الدار البيضاء. وصادق أعضاء المجلس الجماعي، خلال هذه الدورة، على المقترح الذي تقدم به عامل إقليم النواصر، جلال بنحيون، والمتعلق بتعميم مجانية وقوف السيارات على مستوى جماعة بوسكورة. وقد أكد المنتخبون، في مداخلاتهم، على الأهمية القصوى لوقف انتشار ظاهرة "حراس السيارات العشوائيين"، والعمل على تفعيل مبدأ مجانية ركن العربات. من جانبه، أشار رئيس الجماعة، عبد الكريم المالكي، إلى أن تزايد هذه الظاهرة، بالإضافة إلى الشكاوى المتكررة التي تصل إلى مختلف المصالح من طرف المواطنين، يدفع إلى ضرورة اتخاذ إجراءات لوقف هذا الوضع، لا سيما في ظل وجود أشخاص ينتحلون صفة حراس سيارات دون أي سند قانوني. وأوضح المالكي أن مصالح الدرك الملكي في بوسكورة تقوم بتوقيف الحراس العشوائيين، لكن غياب المتضرر الأساسي، وهو الجماعة، يجعل هذه التدخلات محدودة الأثر وغير قادرة على القضاء على الظاهرة بشكل نهائي. وحث المنتخبون خلال الدورة على ضرورة أن تظل الشوارع والأزقة في بوسكورة متاحة مجانا للمواطنين، الذين يعبرون باستمرار عن استيائهم من "الكارديانات"، خصوصا أولئك الذين يفرضون أتعابا على أصحاب العربات مقابل الركن. ومع ذلك، فإن هذا القرار لم يشمل محيط السوق الأسبوعي لبوسكورة، الذي يقام يوم الأحد، حيث تقرر أن يتم أداء واجبات ركن السيارات خلال هذا اليوم فقط.
في خطوة تهدف إلى تحسين تجربة المواطنين وتخفيف العبء المالي عليهم، قررت جماعة بوسكورة جعل ركن السيارات مجانيا في أغلب أرجاء المدينة. ورغم غياب النقاش حول قضية "كريملن بوسكورة"، فإن هذا القرار يعكس التزام الجماعة بمحاربة ظاهرة الحراس العشوائيين وتحسين الخدمات المقدمة للسكان، باستثناء يوم السوق الأسبوعي.