شرع المخرج المغربي المخضرم محمد بوزكو في إنتاج أحدث أعماله التلفزيونية، وهو مسلسل باللغة الأمازيغية يحمل عنوان "ثيلو للوشين ذك أمالو"، والذي يترجم إلى "زهور في الظل" بالعربية. من المتوقع أن يُبث هذا المسلسل الجديد على القناة الأمازيغية خلال الموسم القادم، مؤكداً مجدداً مكانة بوزكو كشخصية محورية في تطوير الدراما الأمازيغية المعاصرة التي تتناول القضايا الإنسانية والهوية والواقع الاجتماعي بأسلوب فني رفيع.
يتكون المسلسل، الذي علم به موقع هسبريس، من ثلاثين حلقة، ومن المقرر عرضه خلال شهر رمضان لعام 2026. يغوص العمل في عمق موضوع إنساني واجتماعي يتمحور حول المرأة الأمازيغية، التي غالباً ما تعيش في الظل رغم إمكانياتها وقدراتها الهائلة. يسلط المسلسل الضوء على رحلتها في مواجهة التهميش والسعي الدؤوب لتحقيق ذاتها. يوجه المخرج بوزكو عدسته نحو قصة كاتبة روائية موهوبة تصادر أفكارها من قبل زوجها الأناني الذي ينسب إبداعاتها لنفسه، مقدماً دراما نفسية عميقة تستكشف التناقضات الحادة بين الصمت والتمرد، وبين الخضوع والإبداع. يواصل محمد بوزكو، الذي يمتلك خبرة واسعة في الإخراج والكتابة الأمازيغية، منهجه في تقديم أعمال فنية تمزج بين الواقعية والرمزية، وتستمد قوتها من عمق الشخصيات وصدق القضايا المطروحة. يعود اليوم بهذا المشروع لتعزيز مسيرته الفنية التي تولي اهتماماً خاصاً بالمرأة، باعتبارها عنصراً محورياً في البناء الدرامي، وصوتاً يعكس الصبر والقوة والتحدي داخل المجتمع الأمازيغي. في "زهور في الظل"، يراهن بوزكو على رؤية إخراجية تجمع بين الجمالية البصرية والتعبير الإنساني الأصيل. يعتمد المسلسل على فريق تمثيلي يضم نخبة من أبرز الوجوه في الساحة الأمازيغية، بما في ذلك بنعيسى المستيري، فاروق أزنابط، ميمون زنون، نادية السعيدي، سميرة المصلوحي، نوميديا، محمد سلطانة، محمد بنسعيد، رشيد العطوك، عمر الحموتي، شيماء بلمهدي، نجيم بلغربي، شيماء بوظهري، طارق الصالحي، وطارق الشامي. بالإضافة إلى ذلك، يفسح المسلسل المجال لوجوه جديدة واعدة مثل أميمة بلح وكريمة المفتوحي. من المتوقع أن يمثل هذا العمل إضافة نوعية لمسيرة بوزكو، الذي يسعى منذ سنوات إلى الارتقاء بالدراما الأمازيغية على مستويات الكتابة والإخراج واللغة، ضمن إطار مقاربة فنية تحترم الهوية وتلامس قضايا الإنسان المغربي في أبعاده الاجتماعية والثقافية المتنوعة.
من المتقب أن يعرض المسلسل على شاشة "تمازيغت" خلال الموسم الرمضاني المقبل. تمثل هذه التجربة الجديدة تأكيداً على استمرار المخرج في بناء هوية درامية أمازيغية معاصرة، قادرة على المنافسة والتأثير، وحاملة لرسائل إنسانية وفنية تعكس عمق المجتمع الأمازيغي وتحدياته.